لا أعرف ان كانت هذه التسمية من اختراع اولاد حارتنا فقط ، أم أن هناك اسما آخر متعارف عليه عالمياً غير "النُّص قوول" ..المهم، أننا كنا نمارس اللعبة "بنصف متعة" كون ساحة اللعب هي "نصف ملعب" ، وموضوع التسجيل "نصف مرمى" يتسابق الفريقان على التهديف بين عارضتيه المكونتين من "بلوكه20" وكوم لا يستهان به من حفايات "البلاستيك"..
الفكرة سهلة وبسيطة، كنا نقسّم أنفسنا الى ثلاثة فرق..كل فريق مكون من خمسة لاعبين على الأكثر..أما الحارس فهو ثابت للجميع..مهمته الأولى أن يرمي ركلة البداية عالياً للفريقين..وما على الآخرين الا أن يتحاورا، ويتصارعوا ، ليظفر احدهم بهذه الكرة ثم يسجلها في مرمى "الحارس" الأوحد.
بعد التسجيل يخرج الفريق الذي خسر ويدخل الفريق الثالث "المرتاح"..يعود الحارس من جديد ويرمي ركلة البداية للفريقين..يتحاوران ثانية، ثم يصوبان نحو المرمى ، الذي يُحرز يبقى، والذي يخسر يخرج..مهمّة الحارس في جميع الحالات: أن يرمي الكرة عالياً عند البداية ويخرج الكرة من مرماه عند النهاية، طبعاً المحصلة غير سارّة بالنسبة له، فهو الوحيد الذي (يرزح تحت جميع أهداف الخصوم)..
**
السياسة ، لا تختلف كثيراً عن لعبة "النص قوول"..الشعب يرمي ركلة البداية "الثقة" للنواب والحكومة، الخصمان يتحاوران، يشتبكان ، فيقوم الأقوى بتسجيل" المصلحة" في مرمى الشعب..
عندما تسيطر الحكومة على الملعب والنتيجة يخرج النواب، ويدخل فريق نواب جديد..وعندما يسجل فريق النواب الجديد في مرمى "الشعب" تخرج الحكومة..وتدخل بدلاً منها حكومة مستريحة فتعود وتسجل الحكومة الجديدة في مرمى "الشعب" فيخرج النواب..وهكذا..
الحارس هو الوحيد الذي لا يتبدل أو يستريح أو يخرج من اللعبة.. ومع ذلك لم يتعلم بعد من سقوطه المتكرر الذي يضاعف من متعة "اللاعبين"..فلا زال الى اللحظة يرمي كرة "الثقة" عالياً..فتعود اليه "زاحفة"..
****
و في آخر النهار الكل يناديه...يا " مِغلبَه"..