مزار سنوي للتبارك بشعرات النبي في نابلس
السابع والعشرون من رمضان كل عام أهالي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية على موعد مع التبارك بشعرات النبي محمد عليه الصلاة والسلام بمسجد الحنبلي بالبلدة القديمة.
فبعد صلاتي الظهر العصر من هذا اليوم يجتمع عشرات المصلين مع أهازيج إنشادية تشدا على وقع الدف، وبخات من عطر المسك والعنبر والياسمين، يتسابقون نحو زجاجة بها ثلاثة شعرات لنبي حسب ما أكده إمام المسجد سعد شرف.
واستشهد شرف بأحاديث نبوية تدل على أن التبارك بشعر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جائز وبعيدا عن البدع والخرافات والخزعبلات.
وقال شرف إن الخليفة العثماني محمد رشاد الخامس أهدى مدينة نابلس ثلاثة شعرات من شعر النبي محمد عليه السلام ي العام 1330هـ، تكريما لعلماء نابلس التي شهد لهم على مستوى السلطنة العثمانية بالعلم.
وأضاف شرف أن المفتي احمد البسطامي من نابلس كان مصدر الإفتاء للدولة العثمانية حيث كانت تأتي الفتاوى من تركيا إلى نابلس ويصادق عليها، فكرم ومعه علماء نابلس كرموا بالشعرات.
وأكد شرف أن الشعرات تاريخيا لا شك في أنها للنبي عليه السلام كتب التاريخ تؤكد ذلك.
التبارك بآثار النبي صحيح شرعا
وأكد رئيس رابط علماء فلسطين سابقا الشيخ حامد البيتاوي صحة الرواية قائلا "عندما كنت قاضيا شرعيا بمحكمة نابلس كان هناك حجة رسمية مسجلة بها أن الخليفة العثماني محمد رشاد أهدى نابلس ثلاثة شعرات للنبي محمد عليه الصلاة والسلام".
وفي مسجد الحنبلي نسخة أخرى من حجة الشعرات التي سلمها الخليفة العثماني لنابلس وعلمائها.
وبين البتياوي صحة التبارك بها وتقبيلها وقال كان الصحابة يحرصون على التبارك بالنبي حتى عندما كان يتوضأ كانت لا تصل نقطة ماء إلى الأرض حيث كان يتسابق الصحابة إلى أخذها ومسحها على أجسادهم.
وأشار البيتاوي أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحث الناس على الاستواء للصلاة إلا أن رجلا بقي معوجا فوخزه النبي وقال له لماذا لم تستوي إلى الصلاة، فقال له حتى اخذ حقي منك، فكشف الرسول له عن صدره وقبل الرجل صدر الرسول، وهذا دليل أخر على التبارك وهناك أدله كثيرة تجيز التبارك بآثار النبي بعد مماته.
حرص على التبارك
الحاج أبو سمير 83عاما يقول " في كل رمضان احرص على أن أتبارك بشعرات النبي عليه الصلاة والسلام واشعر أنها تعيني قوة وشفاء".
إلى جانبه طفلان في السابع من عمرهما تزاحما بين الناس وقبلا الزجاجة يقولا إن هذا ما تعودا عليه من عائلتهما التي تقول أن هذه الشعرات للنبي والتبارك بها يشفي النفوس والقلوب ويقربهما إلى الله.
سيدة جاءت عند صلاة العصر مع عدد من النسوة اغرورقت عيناه بالدمع وهي تشاهد عشرات الشبان يقبلون زجاجة بها شعرات النبي والشوق يحرقها وهي تنتظر أن يسمح للنساء بالتبارك بالشعرات بعد أن ينتهي الرجال.
وتحفظ الشعرات الثلاثة في زجاجة صغيرة في خزانه بالمسجد الحنبلي ولا تخرج إلا مرتين بالعام الأولى بعد صلاة ظهر في اليوم السابع والعشرين من رمضان والثانية بعد صلاة العصر من ذات اليوم.
عائلة نابلسية توارثت الاحتفاظ بها
وتحافظ عائلة البيطار بنابلس على هذه العبوة حيث أنها توارثتها أبا عن جد منذ أن وصلت نابلس.
الشخص المسئول عنها اليوم رشيد البيطار يقول :إن "عائلته لها الشرف والرفعة بان منحت وتوارثت الحفاظ على الشعرات الثلاثة بنابلس".
وقال البيطار إن "الشعرات توضع بخزانه محكمة الإغلاق بالمسجد الحنبلي طوال العام ولا تخرج منها إلا هذا اليوم من العام".
موضوع: مزار سنوي للتبارك بشعرات النبي في نابلس 
8/9/2010, 05:24
