موضوع: أطفال الضفة يستقبلون العيد بلعبة البنادق 7/9/2010, 23:32
بدت شوارع مدن الضفة الغربية وقراها وبلداتها ساحات لاشتباكات مسلحة بين عشرات الأطفال الفلسطينيين صغار السن، الذين أضحت ألعابهم وحتى قبل حلول عيد الفطر قطعا مختلفة من الأسلحة "البلاستيكية" وكأنها اللعبة المفضلة.
وباتت الشوارع والأزقة خاصة في المخيمات المنتشرة في الضفة الغربية، ومع أجواء عيد الفطر السعيد مسرحا لانتشار عشرات الأطفال جلهم يحمل قطعاً من السلاح البلاستيكي لا تختلف من حيث المظهر من الأسلحة التي يشاهدونها مع جنود الاحتلال.
عبارات تتردد وكلمات من الأطفال تقول: "يلا نعمل حرب، تعالوا نشتبك مع بعض، وخلينا نعمل كمين"، هي عبارات دارجة بين الأطفال المسلحين بالأسلحة البلاستيكية.
ولا تحصل الاشتباكات بين الأطفال فقط بالأسلحة البلاستيكية بل بعضهم قام بشراء دبابات وعربات عسكرية وحاول تقليد عمليات اقتحام الجيش أثناء سواد الليل الحالك، وقام بعض الأطفال بوضع حواجز بسيطة على الطرقات.
الطفل عبد الرحمن محمود من مخيم بلاطة راح يطلق مفرقعات تشبه القنابل الصوتية وهو يلعب مع أبناء جيرانه.
يقول: "نحن كأطفال نحب هذه اللعبة كثيرا لأننا نشاهد كل يوم اقتحامات اليهود لأراضينا وبيوتنا، ونشعر بالعجز أمام قوتهم العسكرية ونحب أن نمارس دور المنتصر وننتقم منهم ولو بالتمثيل".
ويصف عبد الرحمن اللعبة، قائلا: إنه فيما تكشف أصوات بعض البنادق عن اشتباك آخر في حي ملاصق ليتداعى الجميع للتوجه هناك والاشتباك معهم، وسط الصراخ تقليدا للهجوم الحقيقي.
وعقب صلاة التراويح يتراكض الأطفال حاملين أسلحتهم البلاستيكية في الساحة القريبة من منزلهم حتى تفاجئهم مجموعة أخرى من الأطفال يحملون أسلحتهم كذلك، فيقع اشتباك ويصاب أحد العناصر من إحدى المجموعتين فيتجمع أبناء مجموعة المصاب لمواجهة المجموعة الأخرى وتتحول المنطقة إلى استنفار يرفع فيها الكل سلاحه، ويطلق البعض القنابل التي تشبه القنابل الصوتية، وينادون بعضهم البعض بأسماء الشهداء كالعياش وأبو هنود.
ورغم النداءات والمناشدات بمنع بيع الألعاب النارية وحب الخرز المؤذي وحديث الناس عن مخاطر الألعاب النارية والأسلحة التي تطلق حبات "الخرز" إلا أن القسم الأكبر من الأطفال اختار لعبته من تلك الأنواع العنيفة تأثرا بما يجري حوله من أحداث وما يتابعونه على الشاشة الصغيرة، فهم يفضلون بدرجة كبيرة الوصول للمشهد الحقيقي لما يجري.
انعكاسات المجتمع لا تقل أثرا عن رغبات الأطفال، فأطفال العالم يلعبون ويلهون في حدائق الألعاب متعددة الوسائل والأساليب لإدخال الفرحة والبهجة على نفوس الأطفال في العيد، وفي الضفة لا يجد الأطفال ما يفرغون فيه بهجتهم بالعيد غير ما يتوفر لهم من الألعاب وما يتأثرون به من محيطهم.
من جانبه اعتبر الاختصاصي النفسي أحمد عصام من رام الله، أن تلك الألعاب تظهر مدى تأثر الكم الأكبر من الأطفال بممارسات الاحتلال العنيفة الأمر الذي يتطلب إرشادا تربويا ونفسيا لهم خوفا من انعكاس ذلك على ميولهم مستقبلا.
ويقول إن الآباء والأسرة التعليمية بالمدارس عليها واجب تكييف هؤلاء الأطفال مع الظروف المحيطة وعدم تركهم ممرا لكل تلك التأثيرات.
المصدر: فلسطين أون لاين
theredrose
موضوع: رد: أطفال الضفة يستقبلون العيد بلعبة البنادق 8/9/2010, 04:08