بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت هذا الموضوع إحدى المدرسات في السعودية
سألتني إحدى الطالبات : ( إيش فيها يا أستاذة المسلسلات والأفلام ) ؟؟
أنا ولله الحمد لا أتأثر بها وأعرف أنها تمثيل في تمثيل .. لكن أشاهدها للتسلية .
قالت أخرى أكثر جرأة : نعم يا أستاذة : أخبرينا ما المانع أن نشاهدها ، مادام أننا لن نتأثر بها . من ثم لا أريد أية فتوى .. أريد أن أقتنع بأنها لا تصلح للمشاهدة ؟!!
قلت : لو أنكن رأيتن بفناء المدرسة رجلاً وامرأة يجلسان على أحد الكراسي ، وينظران لبعضهما في ريبة ، ولا يتحرجان من نظرات الناس إليهم ، بل وربما لبست الفتاة اللباس المبدي للعورات .. أو أمسك أحدهما بيد الآخر .. وتبادلا النظرات ... ومن ثم لا أكثر من هذا ..
ثم دعونا الأمهات والطالبات في مختلف المراحل الدراسية ، وكذلك الحضانة والروضة ليتفرجن معنا على هذا المشهد الذي يجري بساحة المدرسة ، فما هو موقفكن من هذا ؟!!
ردّت الطالبات على الفور : قلّة أدب !! .. كيف نسمح لهم وهم على هذا الحال .. والله لانتركهم بل سنفرقهم ونمنعهم من اللقاء في مكان عام ..( يا رييت)
قلت لهن : إذن .. كيف لو جاء والدك وأخوك وكل أولياء الأمور في المدرسة وحتى السائقين ليشاهدوا معنا هذا المشهد ؟؟
تبادلت الطالبات النظرات فيما بينهن .. وبدأن تحريك أرجلهن بغيظ ..
قلت : فكيف بنا ونحن ننظر إلى امرأة ورجل لا علاقة له بها من قريب ولا من بعيد ، ليظهر في هذا الفيلم على أنه أبوها أو زوجها أو صديقها ؟!!
وكيف لو تخلل هذا المشهد ما يخدش الحياء من تصرفات وحركات ... ؟!!
ثم قلت لهن : وهذا والله ما يريده الغرب .. وهذا الذي يفعله اليهود ليميتوا فينا الحياء ... ومن ثم يميتوا فينا أضعف الإيمان .. ( أليس أضعف الإيمان الإنكار بالقلب ) ..
في المرة الأولى تشاهدين فتنكرين وتهمين بتركها و لكن النفس ثم الشيطان , لا يفعلان خيرا , فتشاهدين وتشاهدين ثم تشاهدين
وها هو قلبك يشاهد هذه المسلسلات.. ولا ينكر منها شيئاً .. بل تقولين : إنها على سبيل التسلية .. فكيف تسمحين لقلبك أن يتسلّى بمعصية الله وكذلك نظرك .
وأنا أتحدّى أي واحدة تقول : إن ما تشاهده في هذه المسلسلات لا يؤثر على قلبها .. فكم من خُلق جميل مات فيكِ وأنتِ لا تعلمين ، وكم من هوىً قد تمكّن في قلبك بعد أن كررت النظر إلى ما تكشّف من أجساد الممثلات .
بل لقد تعلّمت دروساً في العواطف الهياجة في ذلك المسلسل ... أن هذه المسلسلات تخلق في نفس الإنسان حباً عاطفياً قوياً فتقلّد ما رأته في المسلسلات من نظرات الحب وحركات المحبّين , وربما إنساقت وراء أحد الشباب , وصدقت كلامه
وإنجذبت إليه .......
أطرقت الطالبات برؤوسهن .. يتذكرن ما يجري في مدارسنا من هوس الإعجاب والذي لم ينج منه إلا القليل ، حتى الملتزمة بدينها لم يتركوها وحالها .. فلربما أُعجب بها أحدهم ..
ثم التفتُ إلى الطالبات وقلت لهن :
أرجو – أخواتي – أن تدركن حقيقة هذه المسلسلات ، وما يراد بها منكن على المدى الطويل ..
ودّعتهن وكلي أمل أن تجد كلماتي لهن آذانا صاغية وقلباً واعياً يحمل هم ما نعانيه من أخطار العفن الفني ..
منققوووول