بسم الله الرحمن الرحيم
من نزلت به بلية , فأراد تمحيقها , فليتصورها أكثر مما هي تهن .
وليتخيل ثوابها وليتوهم نزول أعظم منها , ير الربح في الاقتصار عليها .
وليتلمح سرعة زوالها , فإنه لولا كرب الشدة , ما رجيت ساعات الراحة .
وليعلم مدة مقامها عنده , كمدة مقام الضيف يتفقد حوائجه في كل لحظة , فيا سرعة انقضاء مقامه , ويا لذة مدائحه وبشره في المحافل , ووصف المضيف بالكرم.
فكذلك المؤمن في الشدة , ينبغي ان يرعي الساعات ,ويتفقد فيها أحوال النفس , ويتلمح الجوارح , مخافة أن يبدو من اللسان كلمة , أو من القلب تسخط , فكأن قد لاح فجر الاجر , فأنجاب ليل البلاء , ومدح الساري بقطع الدجى , فما طلعت شمس الجزاء , إلا وقد وصل إلي منزل السلامة
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من كتاب صيد الخاطر للأمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي