الرفاعي ونخبة من حكومته على "تويتر" والصحافة تنتحل صفة زوار

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من بسام البدارين: ظهور النخبة في المجتمع الاردني على صفحات "تويتر" الالكترونية اصبح موضة المرحلة، بعدما قرر رئيس الوزراء سمير الرفاعي فتح صفحة خاصة على موقع "تويتر" تحقق يوميا معدلات قراءة واستفسار كبيرة، وينتج عنها بنفس الوقت ازعاجات لم تكن مألوفة في الماضي.

بطبيعة الحال قلد الكثير من الوزراء في الحكومة رئيسهم الرفاعي وأسسوا صفحات "تفاعلية" على "تويتر" لتلقي الاسئلة وطرح الاجابات.

وعلى هذا الاساس بدأت موجات من التفاعل غير مسبوقة بين قراء الشبكة المختصين والمهتمين ونخبة من كبار المسؤولين، فوزير الخارجية ناصر جودة يجيب عبر صفحته "التويترية"، على حد تعبير الصحف المحلية، على اسئلة حرجة حول مبررات وطبيعة الدور الاردني في مفاوضات واشنطن.



المفارقة في الموضوع ان اطلالات الوزراء على صفحات توتير بدا انها تشكل خيارا سهلا وخاليا من القيود لكي يتحدث الوزراء ببساطة اكثر وبدون مخاوف وتعقيدات وبصراحة في بعض الاحيان.

الاسترخاء الذي يتيحه تفاعل صفحات "تويتر" ورط عددا من الوزراء بأزمات لا يستهان بها، لان المسؤول يكون اكثر هدوءا وصراحة على الصفحات التفاعلية ويميل للاعتقاد بأن التعليقات باللغة الانكليزية وبين عائلة صغيرة من الاشخاص وليست مخصصة للجماهير.

لكن اوساط صحافية بدأت تحتال على الامر فصفحات الرفاعي والوزراء على "تويتر" مراقبة بكثافة هذه الايام من قبل الصحافة الالكترونية التي تترصد كل تصريح او تعليق، بل ان بعض الاوساط الصحافية بدأت "تنتحل صفة" مواطن او قارئ عادي يتوجه بسؤال ثم يحصل على اجابة ويترجمها فتصبح تصريحا صحافيا خلال دقائق.

"هذه بعض كلف التفاعل الالكتروني" قال وزير الاتصالات مروان جمعة لنظيره خالد الايراني وزير الطاقة عندما اشتكى من ان دخوله بتعليقات على بعض الاستفسارات على صفحته على "تويتر" يتحول في اليوم التالي لقضية عبر الصحافة.

حصل ذلك فعليا مع الوزير الايراني الذي تعرض لحملة قاسية وشرسة من صحافيين كبار بسبب تعليق له على "تويتر" تحدث فيه عن مبالغات الصحافة في الحديث عن انقطاعات الكهرباء. حتى رئيس بلدية عمان عمر المعاني يستقبل على نافذته الالكترونية تعليقات وتساؤلات حرجة حول قضايا وملفات الفساد في جهازه الاداري، كما ان "تويتر" وزير الخارجية مشغول جدا بدعم عملية السلام والمفاوضات وتوضيح خلفيات الموقف الاردني.

وفي ساعة متأخرة مساء الخميس طرح مدون محلي معروف على صفحة "تويتر" الخاصة برئيس الحكومة سمير الرفاعي السؤال التالي: هل صحيح انك هددت الصحافية رنا الصباغ بتحويلها الى محكمة امن الدولة لانها انتقدت الحكومة؟.. خلال اقل من دقيقة كان الرفاعي من واشنطن يجيب على الـ"تويتر" ايضا واصفا ما يقال حول تهديد الصباغ من قبله شخصيا بأنه "تلفيق متكامل للاسف الشديد".

دخول الرفاعي لاقل من دقيقة على صفحته في "تويتر" انتهى بخبر سريع وقضية اشكالية على جميع محاور الاعلام الوطني، فرئيس الحكومة يتهم لاول مرة واحدة من المع الصحافيات بالتلفيق.

مرة اخرى انها كلفة البوح الحر على الشبكة كما يصفه الوزير جمعة.