نماذج من صور لحُب السلف الشديد لِعبادة الصيــام سوآء فرضاً أو نفلاً وَحرصهم عليه رغم العناء وَ التعب إلا أنم يتلذذون فيها وَيحتسبون أجرها عند الله .. نذكرها لنقتدي بهم ويحدث في أنفسنا همة ونشآط ونسلك طريقهم ونحب ماأحبــوا..’
:::
حضرت عبدَ الرحمن بنَ الأسود - رحمه الله - الوفاةُ، فبكى! فقيل له؟ (أي سئل عن سبب بكائه) فقال: أسفاً على الصلاة والصوم. ولم يزل يتلو (أي: القرآن) حتى مات...
:::
ولمَّا احتضر عامر بن قيس - رحمه الله - بكى! فقيل: ما يبكيك؟! قال: ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصًا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام الليل..!!
:::
أما داود بن أبي هند - رحمه الله - فقد صام أربعين سنة لا يعلم به أهله !! وكان خرَّازاً يحملُ معه غداءه من عندهم؛ فيتصدق به في الطريق، ويرجع عِشاءً فيفطر معهم...
:::
وقال معتمر - رحمه الله -: قال أبي: إني لأحسب أنّ أبا عثمان النهدي وكان لا يصيب دنيا؛ كان ليله قائماً ونهاره صائماً، وإنْ كان ليصلي حتى يُغشى عليه...!
::
أما الأحنف بن قيس؛ ففطن لأهمية الصوم وما له من الأجر والثواب، ولما عاتبه بعضهم قائلاً: إنك كبير والصوم يُضعفك؟! أجابهم جواب من ينظر للنهايات وما بعد الممات فقال: إني أعده لسفر طويل...!!
:::
وإن ابن أبي مريم -رحمه الله- لم يفطر، مع أنه كان في النزع الأخير، وظل صائماً فقال له من حوله: لو جرعت جرعة ماء، فقال بيده لا، فلما دخل المغرب قال: أذّن؟ قالوا: قالوا: نعم، فقطروا في فمه قطرة ماء، ثم مات.
:: والنساء أيضاً درجنَ على هذا النحو، واقتفين هذا النهج؛ فقد كانت نفيسة بنت الحسن بن زيد العلوية الحسنية صائمة؛ فحضرتها الوفاة؛ فألحّ عليه من كان أن تفطر فقالت: واعجباه!! أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه صائمة؛ أأفطر الآن؟! هذا لا يكون، وخرجت من الدنيا، وقد انتهت من قراءتها إلى قوله تعالى [قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة].