القعقاع.. نقلة نوعية للدراما العربية وجدل حول تجسيد الصحابة
600 ممثل و400 موقع تصوير و1600مشهدٍ خارجي و10 معارك برية وبحرية وأكثر من 10 أشهر من التصوير والاستعانة بفيلة الهند، كانت كلها كفيلة بأن تجعل مسلسلَ القعقاع أضخم إنتاج درامي لهذه السنة.
ولكن تجسيد صحابة الرسول أظهرت ردود فعل غاضبة من الجمهور، إلا أنه لم يتم رصد أي اعتراضات من جهات دينية رسمية في العالم العربي والإسلامي، حسب تقرير عرضه برنامج "دراما رمضان"، الجمعة 20-8-2010.
ويتناول المسلسل سيرة القعقاع بن عمرو التِميمي، الصحابي والشاعر وأحد المساهمين في انتشار الإسلام بمشاركتِه في حروب الردة وتحرير العراق والشام آنذاك، ويسرد الحكاية بتفاصيل العلاقات الإنسانية بين الصحابة وتجسيدهم أمام الكاميرا من خلال ممثلين على غير العادة.
ويقول نضال نجم، أحد الممثلين، إن تصوير مشاهد المعارك كان صعباً للغاية بسبب صعوبة ركوب الخيل، كما أن السيوف كانت تتعرض كثيراً للكسر لهشاشتها.
والعمل لم يمر مرور الكرام بعد تجسيم صور الصحابة لتظهر ردة فعل غاضبة من جمهور كبير في العالم الإسلامي عبر اتصالات ورسائل وُجِّهت إلى البرامج الدينية في القنوات الفضائية عن جواز أو تحريم التجسيم.
وتقول مهندسة الديكور، هالة شهاب، إن حساسية العمل تكمن في تعرضه لمواقع تاريخية مقدسة لدى العرب والمسلمين، فضلاً عن محاولة التوفيق بين مقتضيات التصوير والمعطيات التاريخية.
والقعقاع، الذي تم تصويره في المغرب، يعد بكل المقاييس نقلة نوعية في الدراما العربية، فهو أول الإنتاجات التاريخية للكاتب محمد الجعفوري، وأول إخراج تاريخي لمثنى الصبح، وأول عمل يجسّد صحابة الرسول بشخصيات ممثلين، وأول ضخامة إنتاجية مبهرة تزرع لدى المشاهد فضول المتابعة بشغف الدهشة.