بسم الله الرحمن الرحيم
ذات يوم وفي عهد سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام جاءت أمرأتان متخاصمتان على ولد كل واحدة تدعي أنه إبنها ، فحكت كل واحدة بأنها أم للولد ، ففكر سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام بطريقة تجعل أم الولد تتضح أمام الجميع ، فأخذ الولد بين يديه وقال للمرأتان : كلاكما يريد الولد أليس كذلك ، فقالتا : نعم ، فقال : حسناً ، أحضر لي أيها الحاجب سكيناً حتى أقسمه نصفين فتأخذ كل واحدة منكن نصفاً ، فأحضر الحاجب سكيناً ، وعندما رفع السكين ليقسم به الولد صرخت الأم الحقيقية للولد قائلة : لا ، الولد ولدها هي ! خوفاً من أن الولد سيقتل بعد قسمته إلى نصفين ، فعندها تبسم سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام لها وقال لها : تعالي وخذي ولدك فأنت أمه الحقيقية ، فأنظر إلى حكمة سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا محمد أفضل صلاة وأزكى سلام في حكمه العادل وتصرفه الحكيم وكيف عرف أن يكتشف الصادق من الكاذب .
أما المرأة الأخرى فهي كاذبة ومدعية ،الولد ليس هي من ولدته ، لأن الأم التي ترضى أن يقتل ولدها بعلمها وبين عينيها وهي لا تكثرت لذلك هي ليست أم حقيقية ، وحملت أبناً بين أحشائها تسعة أشهر متحملة لآلام الحمل ، وتحملت آلام المخاض والولادة ، وأرضعت من ثديها لبناً هو روح الحياة للوليد ، وحضنت فلذة كبدها بين ذراعيها الجميلين وهي فرحة بذلك ، وعلى صدرها الحنون شعور بالرضا لهذه الهدية الجميلة التي أعطاها لها الرحمن عز وجل ، وربت أبنها طفلاً وكبر بين يديها وهي تطعمه وتسقيه لحظة بلحظة حتى صار شاباً يافعاً ، ومن بعدها رجل تحلم به أن يرعاها عند الحاجة ، ويأخذ مكانه في الحياة بين زملائه .
هذه القصة حقيقة وهي أحدى القصص التي نرى فيها حكمة الأنبياء عليهم السلام وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام حكمتهم وتفكيرهم السديد في حل المعضلات التي تواجههم ، فطوبى لمن تبعهم وعمل بنصائحهم .