موضوع: هناك من يُسدّد.. وهناك من يستلم 20/8/2010, 06:24
تعرف جيداً أنك اعتدت على الغوص في متاهات الحياة، وأقمت معها علاقة حميمة دون أن تتوقف لتفنّد تفاصيل
هذه العلاقة، ومن منكما يدفع، ومن يستلم؟
لم تتوقف لتعرف ومنذ زمن طويل هل عليك أن تأخذ بقدر ما تعطي؟ أم عليك أن تأخذ فقط ولا تُعطي؟
أم تعطي وتنتظر الرد؟
لم تكن يوماً قلقاً ولا متوتراً، ولا عصبياً إلا للحظات معدودة، وأنت تحسب الأرباح والخسائر، ويختل الميزان معك
لتكتشف أن لا أرباح رغم كل ما دفعته!
تكتشف ليس فجأة ولكن لأن كل الأمور كانت تسير أمامك وتتحرك في هدوء طبيعي، وتتفاعل بشكل غير مستتر، أن لا شيء لك،
وأن كل الخطوط الحمراء التي تراها هي مصوّغة لك، وكل الطرق المفتوحة لغيرك! كنت في ذلك الزمن لا تملك سوى الاستغراب وهو أقصى ما لديك، كنت تتساءل:
لماذا تُستلب في أشياء كثيرة؟
ولماذا لا تُرتد إلى مثلها؟
تفكر بسرعة وتحتج على الوضع بهدوء، ولكن تنفي لنفسك دائماً أن تكون ا لأمور سلبية، أو أنها ستكون كذلك، وعندما تسبح
في دائرة هدوئك المعتاد تشعر بالراحة في أنك لم تكن مبالغاً، أو مفتقداً موضوعيتك التي اعتدتها.
مضى زمن طويل والعالم بملامحه المتغيرة يبدو وسيظل ثابتاً لديك ومن المستحيل أن تتغير دورته، أو تتغير أنت!
مضى زمن طويل وأنت المكلّف الأوحد بالسداد المتواصل لكل أبجديات الديون الحياتية ولكل من حولك!
لا تعرف منذ أن اكتشفت وعيك لماذا تُسدد ما لم تستلفه؟ ولماذا أنت بالذات الذي يُسدد فواتير من يشتري، أو يستلم تفاصيل هذه الفواتير؟
ملفات كثيرة تمتلكها من فواتير الحياة قمت بسدادها دون أن تحّصل المشتريات! فواتير عديدة سددتها للحياة ولصالح آخرين دون أن تتوصل لفك رموز هذه المعادلة الجائرة التي تجعل البعض يدفعون، والبعض دورهم الاستلام!
وأنت تقلب في هذه الفواتير لا تتوقع ان تقوم بما لم تقم به في السابق، لم تتوقع أن يذهب بك التفكير بعيداً إلى البحث عمن استلم ما في هذه الفواتير!
تعاني من أزمة خاصة تشعرك بأنه ليس لديك الآن ما تقدمه، أو تدفعه لأنك تتغير ولكن تتدارك بأنك تحمل كل هذه الملفات وتئن
من كل ما دفعته ولم يصل إليك!
تتسارع الصور داخلك صور غائبة لهم، وصور حاضرة ولكن غائمة، تحاول أن تتذكر من منهم توقف أو شكرك، أو أعاد لك شيئاً
مما في هذه الفواتير المدفوع ثمنها، تعجز وأنت تحاول الوصول في داخلك إلى صورة منفتحة على الحق، أو العدل، أو الايمان بحق
الآخر في أن يتدفق بعيداً عن الآخرين وأن يتعايش مع حشود تأويلاته لنفسه، حتى لا يشكل ذلك منفى اختياريا له وسط غيره!
تهدأ وأنت تحاول الخروج من لحظة إعادة الحياة إلى ذلك الماضي وهذا الحاضر المتبلد.. تغلق ملفاتك وأنت تستمع إلى صدى نفسك وهي ترد د (لماذا يعتاد أناس على السداد بدلاً من غيرهم؟ ولماذا يعتاد أناس على الاستلام فقط حتى دون توقيع؟
تشعر أنك يائس من تسديد فواتير للحياة التي لا ذنب لك بها ولم تقم بشرائها، ومع ذلك استلفت قيمتها!
وأنت تذوب داخل صراعك الداخلي تستسلم لبناء هذا العالم الذي لا يمكنك أن تغير في ملامحه
وتقنع ببرود بأن هناك من يُسدد..
وهناك من يستلم في الحياة والسؤال:
أنت من المُسدِّد دائماً؟
أم المستلم؟
Ordoniyah
موضوع: رد: هناك من يُسدّد.. وهناك من يستلم 20/8/2010, 06:35
ثمة مصيبتان في الحياة ..الأولى أن لاتحصل على ما تريده ..والثانية أن تحصل عليه (اوسكار وايلد)
أشكرك نجوى (^_^)
نجوى
موضوع: رد: هناك من يُسدّد.. وهناك من يستلم 20/8/2010, 06:53
مقولة رائعة اردنية تدل على انك انسانة لديك الكثير من التجارب في الحياة .
اتعلمي ان الانسان بكل حالاته في الحياة هو خاسر لن اصلا الحياة هي لعبة ليست لأحد بل هي ساحة قتال للجميع .
يشرفني مرورك
يوسف علاوي
موضوع: رد: هناك من يُسدّد.. وهناك من يستلم 20/8/2010, 07:45
انا لا مسدد ولا مستلم انا الهدف ولكن للاسف طلع الهدف تسلل في حياتي
يسلموا يا نجوى
نجوى
موضوع: رد: هناك من يُسدّد.. وهناك من يستلم 20/8/2010, 07:56
ليش هالتشاؤم يوسف يعني لسا في أمل لا تقطع الأمل في الله . لكن اتوقع انك تسدد فواتير الحياة التي لم تعطك شيء . وبظري اعطتك كل شيء يكفي ان هناك اناس يحبونك وتحبهم ولا بد من وجود شيء في حياتك جميل كن متفائلا وانظر الى الجانب المشرق .
theredrose
موضوع: رد: هناك من يُسدّد.. وهناك من يستلم 20/8/2010, 08:17
انا اسدد اخطاء غيري ولكن استلم حماقة اقرب الناس لي
ⓜⓔⓓⓞ ⓐⓛⓩⓤⓑⓘ
موضوع: رد: هناك من يُسدّد.. وهناك من يستلم 20/8/2010, 08:48
نكتب بسواد نظرة.. ووجع محبرة.. وانين صوت.. ومع هذا.. نمتلك ضحكة من القلب..
ربما يكون الغريب.. ان لا نمتلك ضحكة.. في القلب.. ومع هذا .. نكتب فقط ابجدية سعيدة.