[center]حين وقع سيدنا يونس –عليه السلام- في محنته داخل بطن الحوت دعا ربه فقال " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فاستجاب الله دعائه على الفور حيث قال " فاستجبنا له ونجيناه من الغم " وفي آيات أخرى قال " فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون . فنبذناه بالعراء وهو سقيم . وأنبتنا عليه شجرة من يقطين . وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون . فآمنوا فمتعناهم إلى حين " الصافات .
وإذا نظرت أخي الكريم وأمعنت النظر , ثم سألت سؤالا ما هو اليقطين ؟ ولماذا إختاره الله ليكون غذاء لسيدنا يونس ؟
تأتي الإجابة من أهل العلم رحمهم الله , حيث قالوا أن اليقطين هو القرع , وقد اختاره الله لأن شجرة القرع تتميز بالمميزات الآتية :
1- ورقـــــه : يتميز بكثرته وكبره , فكان يحميه من حرارة الشمس الحارقه في هذه الفلاة التي لا زرع فيها ولا بناء يستتر به من حرارة الشمس .
2- ورقـــــه : أملس , صارف للذباب , فلا يحبه ولا يقربه , فكان حماية لسيدنا يونس من الذباب وأذاه .
3- ثمــــــره : يتميز بأنه يؤكل بمجرد أن يظهر , فلا حاجة لإنتظاره حتى ينضج , ويؤكل نيئا ومطبوخا .
4- سهل المأخذ : فلم يتكلف سيدنا يونس جهدا في تناوله .
5- سهل الهضم : فلا يكلف المعدة جهدا في هضمه .
6- يمنع العطش : فلا يحتاج آكله لشرب الماء .
7- يعدل المزاج : فيشعر آكله بالسعادة والإنسجـــــــام .
8- يدفع الحرارة : وخاصة ماؤه , ولذلك ينصح بتناوله لمن يعاني من حمى في الجوف _ حموضة زائدة _ .
فقال أهل العلم أن الله عز وجل قد جمع له في شجرة اليقطين الغذاء والمأوى والشفاء .
فالناظر في حال سيدنا يونس حينما نبذه الحوت , لوجد أنه كان يعاني من أمور ثلاث , الإعياء والعراء والهزال .
قال ابن عباس _حبر الأمة وترجمان القرآن_ كان كالطفل الرضيع , وقال ابن مسعود كان كالفرخ منتوف الريش .
وقد كان النبي __ كما في سنن النسائي يحب اليقطين , ويقول شجرة أخي يونس .
وفي صحيح البخاري عن أنس ابن مالك قال : دعى خياط النبي__ إلى طعام فوضع له خبزا من شعير , ومرقا به يقطين _وفي لفظ دباء وهو اليقطين_ فكان النبي__ يتتبع اليقطين في القصعة ويأكله , فلما رأيته منذ ذلك الحين وأنا أحب اليقطين .
فكان فضل الله على سيدنا يونس عظيما , فما السبب الذي جعل الله عز وجل ينعم عله بكل هذه النعم ؟
إنه دعاء دعاه في الظلمات الثلاث , ظلمة الليل البهيم وظلمة البحر العميق وظلمة بطن الحوت , فقال " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فجمع هذا الدعاء بين الثناء والتنزيه والإعتراف بالذنب , فكانت الإجابة السريعة من الله " فاستجبنا له ونجيناه من الغم " .
وإذا تبادر إلى الذهن سؤال هل هذه كانت ليونس خاصة ؟ أم هي للمؤمنين عامة ؟ يأتي الجواب من الله في نفس الآية " ... وكذلك
ننج ِ المؤمنين " أي من كان على شاكلته .
ولذلك قال النبي- في الحديث الصحيح , هو دعاء ما دعى به مؤمن إلا استجيب له دعاء يونس لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
جمعنا الله على الخير والعلم آمين .
[/center]