صحيفة كويتية : لم يعد لباب الحارة ما يقوله سوى تعقيد معتز لحاجبيه ونفخ أبو جودت لصدره والأسنان البارزة لـ أبو بدر
قالت صحيفة القبس الكويتية إن المخرج السوري بسام الملا لم يعد لديه ما يقوله في مسلسل باب الحارة بجزئه الخامس، أو على الأقل هذا ما يمكن استشفافه في البدايات.
و قال الكاتب الصحافي عدنان فرزات في مقال له نشر في الصحيفة إنه باستثناء الأكلات الشامية، والزيت البلدي الذي تسكبه الممثلة فوق طبق الطعام، وبعيدا عن الحركات التعبيرية المجهدة التي يؤديها الممثل فايز قزق. وما عدا تعقيد "معتز" لحاجبيه، ونفخ "أبو جودت" لصدره. وقلب السين الى شين في طريقة لفظها من قبل "النمس"، والأسنان البارزة لـ "أبو بدر".. لم يعد لدى بسام الملا ما يقوله.
ورأى الكاتب أن القصة تكاد تتمزق من كثرة الشد والمط، والذي أدى الى هذا المأزق، تلك "الزنقة" التي حشر فيها المخرج مسلسله، والمتمثلة في حصر حكايته في حارة واحدة، ولم يخرج منها الا قليلا ليزور "ابو النار" في الحارة الثانية، او ليصور الجبل الذي يختبئ به الثوار، ثم يعود مرة اخرى الى داخل حارة " الضبع "، متداريا وراء عمل اصبح اقرب ما يكون الى الاستعراضي او "الفوازير" ذات الألوان البراقة.
و يتابع الكاتب "علما بأن لدى الملا فرصة اكثر من مدهشة لعمل عشرة أجزاء وأكثر، وليس خمسة فقط، في ما لو انه اعتمد على البعد التاريخي لدمشق، فهو تاريخ زاخر، وراء كل حجر حكاية عهود غابرة ومتغيرات واستعمار واستقلال ودول سادت ثم بادت، وأزمان تتيح للمخرج الملا انجاز عمل أكثر من مجرد قبضايات وعرس "عواجيز" غير مقنع، وحلاق يداوي المرضى.
وماذا بعد؟!. مشاهد مكررة، شرطة تداهم الحارة، و"ابو حاتم" يتوعد، ومعتز يتعرض لمحاولة اغتيال، ثم على طريقة الافلام الهندية تصطدم الطلقة بأحد قضبان الحديد الرفيعة فلا تصيب "البطل"، ولتظهر بعد ذلك زوجته المعجبة برجولته وهي تغازله: "تقبر قلبي".
و يضيف الكاتب " كان من الممكن لهذه المشاهد أو هذه التفاصيل أن تكون بمنزلة تمهيد فني في الحلقتين الأوليين، ثم بعد ذلك يغوص في التاريخ الحديث لسوريا، منذ الفترة التي يعنيها المسلسل، ومن خلال الحارة نفسها، اي ينطلق من الحارة الضيقة الى فضاء التاريخ الرحب، لا ان يدور في الحارة نفسها جاعلا اياها هي الاساس والتاريخ مجرد اكسسوار!
المسلسل الان أصبح يعتمد على الفولكلور الشامي، سواء اللفظي او الطقوس التراثية كالموائد والأزياء والتقاليد. ومشكلة بسام الملا أنه دخل الحارة ولم يعد قادرا على الخروج منها. لذلك تخبط في تبديل الشخصيات واقصاء بعضها سواء بالموت او بالغياب المجهول الذي لم يجد له مبررا حتى الان.
وخلص الكاتب إلى القول: كنا نتمنى من الملا ان يستثمر النجاح الذي حققه المسلسل في بدايته، ليعكس رؤية عميقة ذات بعد سياسي واع، يعرف الناس بدمشق كمنبع للأحداث التاريخية، ومنهل للوعي السياسي، ومحور للثورات ضد الاستعمار. حتى من قبل هذه الفترة التي يتناولها المسلسل، ولا بأس أن تكون من خلال النمط الاخراجي الشعبي الحالي. فهناك مرحلة برلمانية عظيمة في تلك الفترة ضمت نخبة من التنويريين ولم يكن "أبو بدر" من بينهم ..