نتائج التوجيهي تكشف تدهور الواقع التعليمي في المدارس الثانوية للذكور
اتسعت الفجوة بين عدد الطالبات الناجحات في امتحان الثانوية العامة وبين عدد الطلبة الذكور،حيث بلغت خلال الدورة الصيفية الحالية أكثر من 82% وفق إحصائيات أولية بينما مدارس الذكور تعرضت لانتكاسات شديدة ونسب نجاح متدنية وصولا إلى مدارس ذكورية لم ينجح منها أحد .
التساؤل المطروح هو لماذا انحدرت نتائج مدارس الذكور الى هذا المستوى المتدني وما هي الاسباب ؟ .
العديد من الردود السريعة كانت تنبري خلف مقولة أن الطالبات افضل من الطلاب وان هناك اكتراث من قبل المعلمات بالعملية التعليمية مقابل الادعاء بان الطلاب غير مكترثين ويهتمون بالملهيات وغيرها من التبريرات التي لم تعد مقبولة أمام هذه النسب الخطيرة في نتائج التعليم.
عدد من رؤساء الجامعات أقروا بأن هناك نسبا مرتفعة وعالية من الإناث في الجامعات الرسمية وهذا مرده إلى نتائج الثانوية العامة حيث تتعامل هذه الجامعات مع معدلات وليس مع طلاب او طالبات.
تذمر المعلمين من تدني الرواتب ، كما ان وظيفة التعليم أصبحت من الوظائف الطاردة تدفع العديد منهم للاستنكاف ما انعكس سلبا على مدارس الذكور .
أما اهم الفروقات في النتائج المتدنية تركزت لدى طلبة التعليم المهني حيث بلغت نسبة المسار الثانوي الشامل المهني (36.4%) حيث نجح في هذا المسار 7590 من اصل 39189 طالبا تقدموا لهذا المسار.
وسجلت أعلى نسبة نجاح في الفروع المهنية في الفرع الصناعي وبنسبة (39.1%) بينما سجل أدنى معدل في الفرع الفندقي والذي سجل أدنى مستوى للمعدلات في تاريخه وهو (32.1%) فقط.
عندما تصل نسب الرسوب في هذا المسار الى 64% فهذا وفق الأعراف التعليمية في علم التقويم يكون بحاجة الى وقف التعليم في هذا المسار ومعرفة أسباب ارتفاع نسب الرسوب السنوية والتي تزداد انخفاضا في كل دورة .
الوزراء المتعاقبون على وزارة التربية والتعليم كانوا يبدون استياءهم واستغرابهم من هذه النتائج حيث يتوعدون بقلب هذه النتائج وتحسينها واعادة النظر في هذا المسار وهكذا تكون الأقوال حاضرة بينما الأفعال غائبة عن هذا المسار الذي يجب ان يكون من أهم الاولويات لرفد السوق بالمهن والتخلص من العمالة الوافدة وتقليل الاندفاع على التعليم الأكاديمي الذي يعاني من بطالة واسعة. من المتناقضات أيضا عدم فعالية المدارس الثانوية المتميزة التي كان حريا بها ان تنجب طلابا قادرين على منافسة خريجي المدارس الخاصة وان يكونوا في مقدمة الطلاب الأوائل وهذا يحتاج إلى إعادة نظر جذرية في هذه المدارس ومحاسبة الإدارات على هذه النتائج.
ومن المتناقضات أيضا مشاهدة كشوف علامات لطلبة أردنيين يستحضرونها من دول عربية وغربية حيث كانت معظم علاماتهم 99% فأكثر وهذا ما يثير شكوكا حول الارتفاع الكبير في نسب هذه العلامات مقابل ما يتميز به التعليم الأردني من صعوبة وجدية لا يوجد مثيل لها وهذا يؤثر على معنوية وتنافسية أبنائنا الطلبة على مقاعد جامعية يحلمون بها منذ 12 عاما.