يخيل للبعض منا ان للكرامه ضريبة باهضة فيختار الذل والمهانه هربا من تحمل التكاليف ويرضى على نفسه معيشة الذل والهوان والحاجة والعوز يختار عيشة الذل والقلق على نفسه واولاده ومستقبلهما
واتسائل مثل غيري كم من رجل كان يملك أن يكون شريفاً وأن يكون كريماً وأن يصون كرامته ويحافظ عليها وعلى الحق وكرامة الإنسانية وكان في موقفه هذا مرهوب الجانب لايملك له أحد شيئاً حتى الذين لايريدون له ان يرعى الأمانة وأن يحرس الحق وأن يستعز بالكرامة ، فلما ان خان الأمانة التي بين يديه وضعف عن تكاليف عن تكاليف الكرامة وتجرد من عزة الحق ، هان على الذين كانوا يهابونه وذل عند من كانوا يرهبون الحق الذي هو حارسه ورخص عند من كانوا يحاولون شراءه ، رخص حتى اعرضوا عن شرائه ثم نبذ كما تنبذ الجيفة وركلته الأقدام ، أقدام الذين كانوا يعدونه ويمنونه يوم كان له من الحق جاه ومن الكرامة هيبة ومن الأمانة ملاذ
كثير هم الذين يهوون من القمة الى السفح لايرحمهم احد ولايترحم عليهم احد ولايسير في جنازتهم أحد حتى السادة الذين في سبيلهم هووا من قمة الكرامة الى سفوح الذل ومن عزة الحق الى مهاوي الضلال ومع تكاثر العظات والتجارب فإننا مانزال نشهد في كل يوم ضحية : ضحية تؤدي ضريبة الذل كاملة ، ضحية تخون الله والناس وتضحي بالأمانة وبالكرامة ، ضحية تلهث في إثر السادة وتلهث في إثر المطمع والمطمح وتلهث وراء الوعود والسراب ........ ثم تهوي وتنزوي هنالك في السفح خانعة مهينة ينظر اليها الناس في شماتة وينظر إليها السادة في احتقار .
هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة يؤدونها من نفوسهم ويؤدونها من أقدارهم ويؤدونها من سمعتهم ويؤدونها من اطمئنانهم وكثيراً مايؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لايشعرون .
وإنهم ليحسبون أنهم ينالون في مقابل الكرامة التي يبذلونهاالتقرب من اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة حين يؤدون إليهم ضريبة الذل وهم صاغرون ولكن كم من تجربة انكشفت عن نبذ الأذلاء نبذ النواة بأيدي سادتهم الذين تذللوا لهم كم من رجل باع رجولته ومرغ خديه في الثرى تحت أقدام السادة وخنع وخضع وضحى بكل مقومات الحياة الإنسانية وبكل المقدسات التي عرفتها البشرية وبكل الأمانات التي ناطها الله به او ناطها الناس ……....... ثم في النهاية اذا هو رخيص رخيص هين هين حتى على السادة الذين استخدموه كالكلب الذليل ، السادة الذين لهث في إثرهم ووصوص بذنبه لهم ومرغ نفسه في الوحل ليحوز منهم الرضاء !او للوصول لكرسي