اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 البيت والرغيف

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لارا

avatar



البيت والرغيف Empty
مُساهمةموضوع: البيت والرغيف   البيت والرغيف Icon-new-badge13/12/2009, 15:12

ألبيت وألرغيف

بدت ألأيام امام عينيها قطعة ثوب اسود,فمنذ ثلاثة ايام وهي لم تأكل شيئا كانت تتضور جوعاً لكن لارغبة لها في أي شيء ..وهي جالسة على حافة ألطريق ألذي أعتادت مؤخراً ألجلوس فيه ..مرت امام عينيها طفلة صغيرة ..راقبت ألعجوز خطاها وتأملتها وهي ذاهبة لتشتري ألخبزمن ألفرن ألذي أُنشأ حديثاً في ألمدينة ..أرتسمت ابتسامة على شفتيها ألذابلتين وعينيها ألتي أوشك الحزن وكبر السن ان يطفئها ، فهذه الطفلة اخذتها لسنيين بعيدة ..تذكرت ابنتها بسمة التي تزوجت بعد ان اكملت دراستها الجامعية وغادرت البلد مع زوجها ..اخذت الطفلة تقفز بمرح وهي في طريق العودة للمنزل ..توقفت ادراجها ..والتفتت الى العجوز بعينين تحمل بطياتها النقاء والصفاء فقد آلم الطفلة مارأت " امرأة كبيرة في السن تجلس هنا ترجو ألصدقة من ألاخرين ..ياله من شيء مؤلم " قالت الطفلة ذلك في نفسها وراحت تبحث في جيبيها عن قطعة نقود لكنها لم تجد ..ركضت ببرائتها الى العجوز وناولتها رغيف خبز وهي تقول لها " ياخالة تفضلي هذا الرغيف وسأخبر امي اني كلما جأت في الصباح لأشتري الخبز فسأناولك رغيفاً " أسرعت الطفلة بخطاها الى البيت واخذت العجوز تلتهم الرغيف بشراهة فرائحته الزكية ذكرتها بالخبز الذي كانت تصنعه قبل ان تمرض وتصل الى ماوصلت اليه الأن ..هذا الخبز الذي اعتاد اهالي المدينة شراؤه منها فأن طعمه لذيذ جداً واشهى من ذاك الذي يصنع في الافران هكذا كان يقول الناس
لحظات وتوقفت عن الاكل واخذت تبحلق في بقايا الرغيف ..انهمرت عيناها بألدمع ..كأن هذا الرغيف ارسى بها الى سنيين رحلت بلا عودة سنيين امتزج فيها الجوع والبؤس والشقاء مع الصبر والايمان بألله وقوة الارادة .. فهي ام لستة اولاد وبنت واحدة توفي زوجها تاركا لها مسؤولية تحمل مهام لم تكن عهدتها من قبل ورغم انها لاتجيد حتى القراءة والكتابة الا انها اخذت على نفسها عهدا ان تحسن تربية ابناؤها حتى يعلموا ان الله قدر لهم كل شيء وان الصبر على ماآلت به الدنيا اليهم هومن الايمان بألله وقررت في ذاتها ان تضحي براحتها من اجل ابناءها ليستطيعوا اكمال دراستهم ..فقامت ببناء فرن من طين قرب تلك النخلة المجاورة للبيت الذي لم يكن سوى مأوى أمن لهم "صحيح ان بيتي بناؤه حقير لكنه صمد بوجه اعتى الرياح لأكثر من عشرين عاماً اذن فهو اقوى البيوت "هكذا قالت وهي مازات تنظر الى الرغيف ..راحت بذكرياتها الى تلك السنيين حيث يلعب اولادها قرب النخلة وهي تصنع الخبز ليجيء الناس من كل ارجاء المدينة ليشتروه "حقاً انها ام صابرة تحدت كل شيء وتحملت كل شيء من اجل ابناءها " لطالما سمعت الناس يقولون هذا عنها ..كأنما هم يشدون على يديها لتقوى اكثر على تحمل عبء ماتحملته ..فحتى سنيين ليست بعيدة كان هذا الخبز وتمر هذه النخلة هو المنقذ لهم بظل اصعب الظروف الاقتصادية التي مر بها البلد
اغمضت عينيها وكأنها ترى ابنائها داخل تلك العينين فقد كبروا بسرعة واصبح لكل منهم شأن …حقاً يحق لكل ام ان تفخر بأبنائها وهم يخطون الخطى الى النجاح واحدة تلو الاخرى
"ولكن اين ابنائي الان؟!!! " هكذا تساءلت في نفسها ، فلم يبق منهم الا الطيف وشبح ذكريات سعيدة رغم مرارتها!! فبعد ان استقر كل منهم في عمله ورسمت له الايام البسمة والفرح قرروا جميعاً مغادرة المدينة فلم يعد لائقاً بهم العيش فيها وكل ملامحها بؤس وشقاء وحينما رفضت الام بشتى الطرق بيع البيت ومغادرة المدينة هجرها جميع ابناءهاوسكنوا في مدينة اخرى لاتبعد كثيراً عن هذه المدينة ..اخذ كل منهم طريقه تزوج من تزوج ونجح في عمله من نجح وبدأت مشاغلهم وارتباطاتهم تتزايد حتى لم يعد لهم وقت لزيارة والدتهم الا كل شهر ..او سنة!!
لكن وليد ذلك الابن الحنون لم يترك امه ابداً ولم يغادر مع اخوته ..وليد هو اشراقة فجر كل يوم ..هو بهجة النفس الحزينة في قلب اضناه الزمان ..هو ارتشاف المياه لشفاه ادمنت العطش " هو كل مالديَ " هكذا كانت تقول كلما نظرت اليه..
"لماذا لاتتزوج؟فأنت الان تعمل في مؤسسة حكومية وتستلم مرتب جيد " لطالما سألته ويجيبها هوبدلال الاطفال مرتمياً بين احضانها حيناً ومقبل يديها احياناً اخرى "حسناً ابحثي لي عن امرأة مثلك " كانت قهقهاتهما كزقزقة العصافير تسمع لها رنيين الفرح يخرج من نوافذ البيت المتعب تساءلت العجوز في نفسها " اذا كان ابنائي جميعاً قداكلوا من ذات الرغيف فلم بقي وليد بجانبي ولم هجرني البقية؟" سقطت من عينيها دمعة على رغيف الخبز عندما تذكرت كيف رحل وليد عن الدنيا بعد ان دهسته سيارة وهو في طريقه الى مقر العمل
قامت من مكانها تحمل حزن الذكريات المؤلمة وبدأت تتوكأ على الحيطان والاشجار حتى دخلت بيتها والقت بجسدها المتعب على السرير ومازال ذلك الرغيف بيدها ..عيناها اطفأها الدمع فلم تعد ترى بهما غير ابناءها الذين تشوقت كثيراً لرؤيتهم في تلك اللحظة ..وماهي الا لحظات حتى تبسمت وبدت الدنيا امام عينيها كقطعة ثوب ابيض ..فلقد رأت وليد يناديها سقط الرغيف من يديها..و.........اغمضت عيناها الى الابد
وكان الشيء الطبيعي بعد كل هذا ان يأتي الابناء ليقتسموا أرث البيت فهذا حق شرعي لهم !! .

منقولة بس قصه رائعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
b.inside

b.inside



البيت والرغيف Empty
مُساهمةموضوع: رد: البيت والرغيف   البيت والرغيف Icon-new-badge13/12/2009, 17:41

قصه رائعه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لارا

avatar



البيت والرغيف Empty
مُساهمةموضوع: رد: البيت والرغيف   البيت والرغيف Icon-new-badge14/12/2009, 00:29

شكرا انسايد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البيت والرغيف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: قصص قصيرة-
انتقل الى: