في الحبل السري سر علمي والهي مكنون
ركزت محاضرة متخصصة نظمتها الجمعية الاردنية للبحث العلمي مساء الاثنين بعنوان (في الحبل السري سر علمي والهي مكنون) على توعية المواطنين باهمية تخزين دم الحبل السري الذي يعد افضل مصدر للحصول على الخلايا الجذعية.
ودعا استشاري الامراض النسائية والتوليد بمستشفى الاردن الدكتور جميل شعبان خلال المحاضرة التي ادارها عضو الجمعية الدكتور مصلح النجار الى تاسيس مشروع قومي بالتعاون بين الجامعات ووزارة الصحة ومراكزالبحث العلمي لانشاء بنوك لحفظ دم الحبل السري وانسجة المشيمة التي ترمى في الحاويات على الرغم من انها تحمل الحياة والامل لملايين المرضى الذين ربما يئسوا من الشفاء.
وقال ان تخزين دم الحبل السري والاحتفاظ به يعتبر تامينا بيولوجيا للطفل وعائلته، داعيا الى ضرورة الاستثمار في هذا التامين البيولوجي الذي لا يقدر بثمن عند الحاجة له.
واشار شعبان الى ان تاريخ الابحاث الطبية لم تظهر تقنيات جديدة واعدة مثل التقنيات المرتبطة بالخلايا الجذعية والتي هي طب المستقبل لعلاج معظم الامراض وان دم الحبل السري هو الوسيلة الناجعة للحصول على هذه الخلايا الجذعية.
واكد انه عندما يتحقق العلاج بالخلايا الجذعية بدلا من التنظير والجراحات المكلفة فان الفوائد الاقتصادية ستكون هائلة اذ ان امراض الدماغ والسكتة الدماغية وامراض القلب والسرطان والامراض المزمنة ستتم معالجتها بتكلفة اقل بكثير مما هي عليه الان.
واشاد بالدور الذي قطعة الاردن في هذا المجال والذي يشهد تطورا واضحا ومضطردا مشيرا الى ان فريقا طبيا اردنيا من 35 اختصاصيا نجح اخيرا في علاج مئة حالة اردنية وعربية مصابة بامراض مستعصية ومزمنة بما فيها الشلل والقلب والتلاسيميا وسرطانات الدم ونقص المناعة المتوارثة وذلك من خلال استخدام الخلايا الجذعية.
واكد شعبان ان الخلايا الجذعية الجنينية بسبب قدرتها الانقسامية اللامحدودة وتعدد قدراتها تعد مصدرا كامنا للعديد من الافكار في مجال الطب الاستبدالي واستبدال الاعضاء بعد تعطلها عن العمل بسبب الحوادث او المرض .
وتوقع ان يصل العلماء نتيجة البحوث العلمية المستمرة والمحاولات الطبية المستمرة والتطور المضطرد للتقنيات العلمية لاستخدام الخلايا الجذعية في وقت ليس بعيدا الى طرائق ناجعة لاصلاح وعلاج التلف الذي يحدث في اعضاء اجسامنا بسبب الامراض المكتسبة او الموروثة او نتيجة لاليات الشيخوخة التي تحدث في اجسامنا او الملوثات البيئية التي نعيش فيها وتدخل الى احشائنا وتخرب انسجتنا وتعطلها عن العمل.
وقال ان دم الحبل السري هو الدم الذي يبقى في الحبل السري للوليد بعد الولادة وهو غني بالخلايا الجذعية التي هي اساس مكونات الدم ونظام المناعة في جسم الانسان، مبينا ان الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري تستعمل لغاية الان في علاج اكثر من ثمانين مرضا مختلفا تصيب الاطفال والبالغين على حد سواء مثل السرطان واللويكيميا ونقص المناعة والامراض الوراثية وغيرها .
وعرض شعبان مزايا استخلاص الخلايا الجذعية من دم الحبل السري والتي من ابرزها ان استخلاصها سهل وخال من المخاطر وان دم الحبل السري حاضر على الفور عندما يتم الاحتياج اليه ولا يحتوي على اورام وخال من الفيروسات ويتقبله جسم الانسان عند الزراعة على نحو افضل من الخلايا الجذعية الاخرى .
واشار الى ان نتائج الابحاث الطبية بينت ان الخلايا الجذعية المخزنة تبقى صالحة للزراعة لمدة تصل الى عشرين عاما في حين ان الخلايا الجذعية لدم الحبل السري تبقى حية لمدة غير محدودة .
واكد الحضور في مداخلاتهم ان تخزين دم الحبل السري لاستخلاص الخلايا الجذعية منه يعد التامين البيولوجي لمعالجة الطفل وعائلته مستقبلا وان عملية جمع هذه الخلايا عملية بسيطة وقصيرة ولا تستغرق الا بضع دقائق ودون أي خطر على حياة الام او الجنين.