بك تبتدي الصلواتُ والأذكارُ = بك ينتهي التقديسُ والأنوارُ
بك تستنير الشمسُ في دورانها = والنجمُ والأفلاكُ والأقمارُ
بك يستفيقُ الصبحُ ياسرّ السّما = بك يستغيثُ الدينُ والثّوارُ
بك ترتوي كل البحارِ وتستقي = هذي الحياة وقبلها الأنهارُ
بك تحتفي كل السماء وتنجلي = سحب الظلال ويفرحُ الأخيارُ
بك يزدهي عرشُ الإلهِ ويلتقي = جبريلُ والأملاكُ والأطهارُ
كمُلتْ معاني الدينِ فهي حقيقةٌ = وتقدّست ْ مِن حولها الأسرارُ
اسمُ الرسالةِ مِن كنوز حروفهِ = سرٌّ هنالكَ قالها المختارُ
بكَ بشّرَ اللهَ الكريمِ نبيَّهُ = وتهلّلتَ فرحاً بكَ الأحرارُ
ياخير بُشرى للعبادِ ومنّةٌ = للهِ لايعلو عليها غبارُ
جعلت قلوب ُ المؤمنين بمأمنٍ = وتضوّعت في أثرها الأزهارُ
أوَ لست سرّ اللهِ في آياتهِ = لولاك َ لاضطربت بنا الأمصارُ
يومٌ به كلُّ العبادِ تعبّدوا = ومن السماء ووحيها إكثارُ
هذا محبُّك يحتفي بإمامهِ = وسعى إليك تحفّهُ الأنصارُ
أنا إن عشقتك فالكتابُ مؤيّدي = والآرضُ باسمةُ وأنتَ نهارُ
كم لامني ذاك العذول بقوله = وتناقلت في قوله الأخبارُ
ألقى ملامته التي لاتنتهي = حقداً تسير بخلفها الأوزارُ
قد زادها كذبا ينوء بحملها = الليثُ والصنديدُ والمغوارُ
إنّ الكلامَ كثيرهُ كقليلهُ = إن لم يكن وحي السّما معيارُ
ماهذه الزمرُ النواصبُ في الدّنا = النابحاتُ كأنّها المزمارُ
مِن كلّ مبتورِ الجذورِ مكابرٌ = كالزّبدِ لم يثبتْ لهُ مضمارُ
وانظرْ إلى آلِ الهدى من هاشمٍ = بحياتهم يتشبهُ الأبرارُ
ياأيّها المذخورُ حسبُكَ رفعةً = في الكونِ أنْ دانت لكَ الأقطارُ
لولا السّما لجعلتَ بيتَكَ كعبةً = ليطوفَ فيها الليلُ والأسحارُ
لك في القوبِ منازلٌ ومنابرٌ = لكَ في المحاجر محفلٌ وديارُ
هذا ابتداءُ القولِ فيك ولم يكن = للمنتهى حدٌّ ولا أستارُ
اسمُ النبوةِ في عظيم ِ حروفِهِ = وبيانهُ للعالمين شعارُ
مَن ليسَ يفرشُ للوليِّ جفونهِ = أرضا ،ً فبئسَ العهدُ والأيثارُ
يتحطّمُ الفرعونُ تحت نعالهِ = والجورُ والطغيانُ والكفّارُ
هُدمَت ْ عروشِ الكفرِ حتى زلزلوا = وبدت على تيجانهم أحجارُ
مِن ْ كلّ أفّاكٍ وكلّ عصابة ٍ = هُزِموا وفرّقَ جمعهم إعصارُ
فكأنّك الكرارُ في صولاته = في سيفكَ التأويلُ والإيثارُ
خيرُ الأبوةِ طاهرٌ عن طاهرٍ = في الكون لايعلو عليكَ كبارُ
نورٌ يشّعُ على الزمانِ بنورهِ = والكونُ تُبدي حُسْنَه الأنوارُ
والدينُ مرفوعُ الجبينِ مظفّرٌ = في الحقّ لمْ تعلقْ به الأوضارُ
والناسُ باسمةُ القلوبِ بيومه = ربحتْ تجارتها وطابَ نجارُ
والحورُ يتبعُ بعضها لسريره = وتزاحمت ْ أممٌ عليه وقارُ
فالكعبةُ الغراءُ زادت مسْكَها = وتعانقتْ من بعدها الأشجارُ
يقفُ الزمانُ على ربى سبحاته = ومنابرُ الإسلامِ والزّوارُ
هذا الإمامُ الفاطمي نبوءةٌ = كالرُّسْلِ فيه رسالةٌ وقرارُ
شرفُ تهيأ للإمامِ وعزّةٌ = سيقومُ فيها العدلُ والإعمارُ
نفحاتُهُ نورُ الجليلِ ولطفُهُ = أمنٌ ، وخيرٌ سندسٌ ونُضارُ
وأتى إلى الدُّنيا بنهج ِ محمّدٍ = هيهاتِ ما للمحدثات ِ فرارُ
حتى أنافَ على مناهجِ عترةٍ = طُويتْ ، وأنّ بركنها الهزّارُ
فبيانهُ للعالمين صحيفةٌ = بيضاءُ مِن آياتها استمرارُ
حفّتهُ مِن عين الحسودِ فواطمٌ = نمّاهُ في رحم الهدى الجبارُ
سمّاهُ في عرشِ الإلهِ محمّداً = لكَ يا مُفدّى زُلفةٌ وجوارُ
تفديك في كل الدّنا أشياعك الـ = ولهى ، فهلْ للوالهين عقارُ
أنت الطبيبُ لها وأنت المجتلى = والخيرُ والفردوسُ والزّخارُ
ياأيها المرجو به أملاُ إلى = ما لا تجودُ الشمسُ والأقمارُ
تأتي الملائكُ عندَ مهدكِ سُجّداً = وعليكَ مِن أيّ السماءِ ستارُ
صلى عليك اللهُ يا ذخرَ الهُدى = ومِن المديحِ بجنبها الأشعارُ
منقول