"تعطلت حافلتنا في محطة على الطريق، وبعد يأس من إمكانية إصلاحها، تفرق الركاب كل في اتجاه، بينما جلست أنا على رصيف المحطة أنتظر. مر يوم، ثم ثانٍ، ثم ثالث... شهر، ثم ثانٍ، ثم ثالث... وسنة، ثم ثانية... تصلّبت أطرافي، ثم تلتها بقية جسمي، وشيئاً فشيئاً تحجرت وتحولت إلى تمثال حزين صار مع الزمن جزءاً أصيلاً وحميماً من المحطة، إلى درجة أن بعض الناس. ممن يمرون من هنا. أصبح يفيء إلى ظلي، وبعضهم الآخر يتكئ على جسدي، وسواهم يتخلص من فضلاته في فنائي. ومع توالي السنين، أصاب الصدأ الحافلة ونخرها مثل سوس شره حتى تلاشت. كما تغيرت معالم المكان وذهب ناس وجاء غيرهم . أما أنا فلا أزال في مكاني على رصيف المحطة!".
الروائي الأردني سعود قبيلات