يمسك ياسر أنبوب الغاز بيدين متعبتين كأنه يتلقف إكسير الحياة. الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين، أدمن منذ طفولته استنشاق الغاز السائل في ظاهرة اعتبرها الأطباء محيرة وربطوها بعوامل نفسية لها علاقة بإصابة ياسر بمرض الصرع. فعندما كان في السادسة من عمره أوثقته عائلته بقنينة غاز المطابخ لمنعه من الخروج خوفا من تفاقم مرض السحايا الذي كان يعاني منه .
شقيق ياسر أبو أحمد تحدث عن اكتشاف العائلة نتائج عقوبة الأب، قائلاً: كنا نربطه بأنبوب غاز الطبخ بواسطة حبل حتى لا يخرج من المنزل أو يتعرض للشمس فيتفاقم وضعه ولكننا وجدناه في أحد الأيام يفتح رأس الأنبوب ويستنشق الغاز بقوة من دون ان يتأثر او يعاني من سميّة الغاز
وكرر ياسر استنشاق الغاز حتى أصبح لا يكتفي بعد 23 سنة بشرب ثلاثة الى أربعة انابيب من غاز الطبخ. أما جار العائلة علي جبار، فيؤكد أن ياسر يستهلك يومياً حوالى 3 الى 4 أنابيب غاز. واذا لم يحصل عليها، فإن الحي بأكمله يدخل في حال إنذار لأنه يصاب بانهيار نفسي فيطرق الأبواب في شكل هستيري بحثاً عن الغاز السائل ويتابع:عائلة ياسر دخلها محدود ولا تستطيع توفير هذه الكمية من أنابيب الغاز
هذه الحال النادرة طرحت تساؤلات عن مقاومة جسد ياسر للمركبات الكيماوية السامة في الغاز السائل، إلا أن التحاليل الطبية فجّرت مفاجأة غريبة. فمدير مستشفى الكرامة الدكتور جبار الياسري أكد لـ الحياةانه بعد إجراء التحاليل المخبرية والطبية على عينة من دم ياسر، تبين ان دمه سليم مئة في المئة، وعالي النقاوة، ما يجعله قادراً على التبرع به للآخرين
وبسبب عدم توافر امكانات لعلاج ياسر من ادمانه الغريب، أُغلق ملفه ومعه أمنيات عائلته في شفائه، لينتهي به الأمر مكبلاً بالسلاسل في منزل أخيه