حملة الرأي لدعم المنتخبات الوطنية
دعم المنتخبات ليس خياراً .. بل واجب وطني
عمان - محمد العياصرة- لا يزال الشارع الرياضي الاردني يتحدث بتفاؤل كبير حول تطلعات المنتخبات الوطنية الثلاثة كما وصفها سمو الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم بكلمات معبرة ومبشرة عبر صفحات «الرأي» قبل ايام قليلة.
ورغم ان الحديث مع سموه تركز حول مسيرة المنتخب الوطني نحو محطة الدوحة حيث نهائيات الكأس القارية، فان النظرة الشمولية والمستقبلية التي عودنا عليها الامير علي في تسيير الكرة الاردنية تجاوزت حدود الامال والطموحات بعد ان اكد على ضرورة تخطي مسألة الحضور المشرف في البطولات ودخول العرس القاري سعياً للمنافسة الحقيقية، بل ان تصريحات سموه لم تقتصر على المنتخب الاول، فهي تناولت منتخبا الشباب والناشئين ووصلت للمنتخب الاولمبي.
«الاردن دولة نادرة في القارة الاسيوية، والدليل على ذلك تأهل ثلاثة منتخبات وطنية الى النهائيات القارية»، كان ذلك اول محاور حديث سموه لـ»الرأي»، والكلام هنا لا يحتاج لتفسير، فان منظومة العمل الناجعة داخل اتحاد كرة القدم كان لا بد ان تفرز نجاحات منقطعة النظير، لكن سموه اشار الى ان وصول الكرة الاردنية لهذا المستوى المرتفع يتطلب مزيداً من الجهد المضاعف والذي يسخر كل الامكانات لضمان مواصلة النجاح في مختلف المجالات محلياً ودولياً.
وان كان للحديث بقية، فان الامر يتعلق باستثمار الحضور الوطني المميز في البطولات القارية الكبرى، لذلك كان لا بد من وضع النقاط على الحروف وتحديد اولويات ما بعد التأهل للنهائيات الاسيوية، فقد شدد سموه على ثلاثة نقاط رئيسية تمثل اولها بضرورة الظهور المشرف في تلك البطولات، ثم المضي قدماً والصراع من اجل المنافسة الحقيقية حتى الرمق الاخير، وبعد ذلك اشار سموه الى ان مواصلة العمل واستمرارية النجاح هو اخر حلقات العمل الناجح لتثبيت الكرة الاردنية على الخارطة الدولية.
لم ينته الامير علي من حديثه قبل ان يقدم الضمانات والبرهان الحي على ما سبق من تطلعات، فان بادر احدهم واشار الى مجموعة المنتخب الوطني وصعوبة المهمة بتواجد نخبة منتخبات القارة الاسيوية السعودية واليابان وسوريا، فان سموه انعش ذاكرة القارىء واعادها الى الوراء ايام قليلة صوب جنوب افريقيا، حيث كأس العالم الاخيرة، فقد قدم المونديال دروسا كان لا بد من الاستفادة منها، وامثال يجب الحذو على منوالها، لذلك كان سموه واضحاً عندما قال: كرة القدم لا تميز بين فريق كبير او صغير، وهي ايضاً لا تنظر للتاريخ، بل انها لا تعترف سوى بالعطاء الحقيقي داخل الملعب.
وُضعت النقاط على الحروف، وانتهى الحديث عن محاور العمل الثلاثة التي تعنى بمسيرة المنتخبات الوطنية نحو المحطة القارية، لكن القصة لم تنتهي بعد .. وكان لا بد من تناول الجانب الاخر حتى تكتمل منظومة العمل وتصبح انموذجاً لكل المؤسسات والهيئات الرياضية محلياً، فالامر هنا يتعلق بالدعم المادي.
«الدور الهام التي تقوم به المؤسسات الوطنية لدعم المنتخبات والاتحاد والاندية ما هو الا شعور طبيعي بالمسؤولية تجاه الوطن»، كانت رسالة سموه للمؤسسات والشركات واضحة تماماً، فان الاندماج تحت سقف رعاية المنتخبات والمشاركة في دعم مسيرة كرة القدم الاردنية هو واجب وطني لكل من يشعر تجاه الوطن بمسؤولية واهتمام، وقد طمأن سموه الشارع الرياضي بتأكيده على استقرار الوضع المالي للاتحاد، لكنه اكد في الوقت نفسه بان الانجازات وتواصل العطاء يتطلب مزيداً من الدعم والرعاية في اشارة واضحة الى اهمية مد الشركات والمؤسسات يد العون للاتحاد والوقوف معه كشريك استراتيجي في قادم المناسبات كما هو الحال بين الاتحاد وشركة المناصير حالياً.
رسالة سمو الامير علي عبر صفحات «الرأي» جسدت مفهوم دعم المنتخبات الوطنية، وشملت مختلف المحاور الرئيسية والتي رسمت خطة التطوير لمواصلة النجاح، وبعد ان وصلت رسالة سموه الى جميع المعنيين باكمال هذه المنظومة المثالية، فان الامر تجاوز حالياً مسألة الوقوف الى جانب المنتخبات، وبات دعم كرة القدم واجب وطني على الجميع .. الاجهزة الفنية لا بد ان تضاعف مجهوداتها، اللاعبون يتحلون بالروح القتالية داخل الملعب، الجماهير تلتف حول المنتخبات، والشركات تتقدم للدعم المادي وتواصل ذلك .. ليبقى الاتحاد بقيادة سمو الامير علي يعمل ويخطط لضمان المزيد من النجاح.