سألت نفسي ذات يوما قائلا ... مالي اراك تطلبين هلاكي.. اسعى لجرك دائما نحو الهدى.. وأراك تنجرفي الى الأهواء.. اسعى لشغلك دائما للمرتقى .. واراك تسعين بي لدماري.. اوما ترين عاقبة الاولى .. ممن تمادوا في خطى الطغياني.. ماذا جنوا من كل ما بلغوه.. أم ما الذي تركوه غير دمار.. قد اخبر الرحمن عن أحوالهم.. تركوا القصور وجاههم والمال.... ولقوا جزاء عادلا من منصف .. والان لم يبقى لهم سوى أطلال... إن الطريق امامك الان اصبح واضحا.. أما مجاهدة الهوى والنفس والشيطان.. والالتزام بشرع رب الملك والاكوان... أو الهلاك.. والانخراط مع الهوى .. والسير وفق معالم الشيطان... لكن عاقبة المسير الى لظى .. والاصطلاء بنارهها ليل نهار.. عمرا مديدا خالدا ومخلدا.. ومن الذي يقوى على النيران.. فيها يصيح الناس من أهوالها.. يرجون تخفيفا من الرحمن.. فتردهم تلك الملائكة الغلاظ بقولهم.. فادعوا..وما لدعاءهم من داعي.. قد كانت الدنيا لكم زمنا مديدا.. ماذا فعلتم غير الاستكبار... من أحسن العمل هنا فجزاؤه... جنات عدن ..والروح والريحان.. وله الجواري الحورتطلب وده.. يعجز لوصف جمالهن لساني.. فيها يرى ملا تراه العين او يخطر ببال جنان.. يسعد بصحبة خير خلق الله في جناته.. ان المقام بها عمرا مديدا..ليس فيها فاني.. يستمتعون بعيشهم في لذة.. هذا جزاء من خالف الشيطان.. هذا جزاء العابد المتقرب.. من كان يخشى الله في الخلوات.. فاليوم يسعد في نعيم دائم.. وينال من رب العباد جزاء.