حقيقة الكوليسترول وطرق التخلص منه
من باب ''الفنطزة'' لا أكثر،وبتصرف أقرب الى الترف الصحّي، ''تيّست'' قبل أيّام ذهبت الى مختبر طبي لإجراء فحوصات عامة للإطمئنان على هذه الماكنة المختبئة تحت جلدي... فتبيّن أن نسبة الكوليسترول لدي- شأني شأن 5 ملايين أردني - تساوي 3 اضعاف المعدل الطبيعي بينما الدهون الثلاثية تفوق الأربعة اضعاف بقليل... ونصحتني الطبيبة المختصة بضرورة المشي نصف ساعة يومياً،مع ضروة مقاطعة المنتجات الدهنية مثل البيض والرؤوس والمعاليق والمناسف وقرص العجة وغيرها من أطايب الطعام.
لبست ما تيسّر لي من ملابس رياضية واتجهت شرقاً نحو الخلاء حيث السهول والمناطق الزراعية..
في أول دقيقة من المشي السريع توقّف قربي أحد المعارف وفتح باب السيارة الأمامي وهزّ رأسه بتكرّم: '' اطلع تا اوصلك!''..
فاعتذرت له عن الركوب وقلت انّي أتقصّ المشي لتخفيف الوزن والخلاص من الكوليسترول..
فشدّني من سترتي الرياضية وقال لي : عليّ الحرام غير تطلع!!..فجاوبته باستفزاز: عليّ الحرام ما انا طالع!!..
وهم الرجل بفك حزام الأمان والنزول اليّ ليجبرني بالقوة على الركوب ..
فركضت هارباً وكان ذلك أول تمرين رياضي حقيقي في برنامج المشي..
وقبل أن اتوارى عن أنظار ذلك الرجل، رنّ هاتفي الخلوي ..
تكلّمت وأنا ألهث..قال لي المتّصل : خير شو في، أخوي شافك تركض؟..
قلت له: أني أقوم ببعض الرياضة..فزفر زفرة ارتياح بعد ان رفعت قلبه الذي سقط على حد تعبيره واتهمني ''بالولدنة''..
قرّرت بعد اتصال الأخير أن أعود للمشي فهو يناسب وقاري أكثر ويبعد الهلع عن قلوب الناس ..
وفجأة ظهر صاحب السيارة الأول الذي كان يريد توصيلي بالقوة وبدأ بالدوران في ذات المنطقة مفتشاً عني .
فاختبأت بكرم زيتون الى ان فقد الرجل أثري..
خرجت من الكرم متسللاّ..فصادفني شيخ جليل وسألني قبل ان القي عليه التحية : بدّك تشتري ولا تبيع!!
قلت له: ان الكرم ليس لي ..وأنا مجرّد شخص لذت به لقضاء حاجة..فلم يصدّفني
وقال : بحياة ابوك بقدّيش اشتريته!! تركت الرجل وأكملت طريقي دون أن أجيبه ..
رسالة نصية قصيرة وصلتني على بعد 150 متراً من المشي تقول : وين مشرّق؟..
فأجبت باني اعمل رياضة للتخلص من الكوليسترول والدهون الثلاثية..أغلقت هاتفي كي لا يلهيني عن المشي شيء..
اعترضني صبي أسمر في طريقي الطويل وقال: ''بتدور ع زغاليل ''؟؟..قلت له: لا، انا أمشي للتخلص من الكوليسترول!!
قال الصبي : بقول لك ابوي في عندنا زغاليل بدون كوليسترول!!..
تجاهلت الصبي وانحنيت بطريق ترابي ليوصلني الى بيتي بعد ان فشلت في أول نص ساعة رياضة..
دخلت البيت فوجدت جاراً لا يربطني به اي خيط تواصل، وقريبا لا يحبني ولا أحبه على الأطلاق،
و''حجّة'' من معارف أمي البعيدات ..سلّمت عالحضور..
واكتشفت ان الجميع حضروا بوقت واحد ليعرفوا : وين كنت مشرّق؟..
***
انا امام خيارين:
اما ان اترك المشي،و ''انجلط'' بسبب الكوليسترول العالي..
او ان أمشي و''انجلط''
بسبب فضول الناس