وليد خليفات المفجوع بفقدان طفلتة يكتب : دانه...دانه بُنيتي... غداً أو بعد غد
- دانه الشهيدة....ملكة قلوبنا
دانه...دانه بُنيتي... غداً أو بعد غد …..
اااااااااااااااااااااااااااااااااه ,يا درة تاجي التي نُزعت
اااااااااااااااااااااااااااااااااه , يا أجمل درة , لم أعرف قبلك أبدا , أن الدمع يحفر في الوجدان ينابيع شوق وبحار من الوحشة , ما عدت تكبرين , ستبقين كما أنت يوم رحلت , بنفس الابتسامة و روعة الإتقان في خلقه , لن يكبر فيك يا دانه إلا إشتياقي لك , و وحشة البيت عليك, وكل فراغ سيمتلؤ فينا , إلا فراغك أنت من يملؤه ؟؟؟ , ستمضي بنا الايام , وتركض السنون , وأنت ستبقين دانه طفلتي , صغيرتي , بنيتي التي قبلتها ذاك الصباح , صباح الفراق والرحيل ,صاحب اللون القاتم الحزين , سيتغير فينا كل شيء , ويتبدل فينا كل شيء , ألا أنت يا دانه , لن تتغيري , ومهما فرقتنا الاحداث , سنجتمع كلنا على تلك الساعة التي امسكنا بايدي بعضنا البعض، وذهبنا فيها الى حيث أكملت بعدها المسير وحدك , وتركتينا وحدنا نكمل بعدك المسير , لم تنطق شفتاك كلمةُ وداعاً في تلك اللحظة , إلا ان روحك كانت تغني حولنا أُغنية الفراق والرحيل, نعم اقسم يا دانه انه من أول بكاء لك سمعت فيه صوتك على الدنيا , الأن أعلم أنك كنت فيه تودعيننا , وتغرس ضحكتك في قلوبنا يا دانه ، مارد الشوق , ولوعة الفراق , و ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه يا دانه كم من فراق يتوعد بنا ويجثمُ مُنتظرا على دروبنا.
لماذا بنيتي حبيبتي لم تسمعي كلام أُمك حين نادت عليك : عودي دانه , تعالي معنا يا دانه.... ما اعتدنا منك الا الطاعة , ويا ريتك دانه عصيتنا في كل طلب إلا هذا الطلب لبيتيه لنا , ألم تشفع دموع والدتك على عينيك لنا , أتذكرينها وهي تلحُ عليك بأن تنهضي من على فراش الموت وأنت غائبة عنا روحا , حاضرة بيننا جسدا , تبكيك صراخاً لتعودي الي عرشك ملكة قلوبنا و أرواحنا , كيف رحلت وتركتيني يا دانه , لماذا بنيتي لماذا , لماذا صار حضورك روحا والجسد عنا غائب , سبحانك ربي و حمداً لك وشكراً , وعفواً ربي ولطفاً , لأمرك صاغرون وبقدرك راضون , ولكنها اللوعة التي خلقتها فينا مع النفخة من روحك , وأنت أنت أعلم بحالنا منا .
بُنيتي ...... ساعة أن دخلنا البيت , بعد أن خرجنا , و عدنا بدونك , أجساداً بارواحها, إلا انت دخلت معنا روحا بلا جسد , معنا صورتك التي أجلسناها بيننا , بكينا أمامها , حاولنا أن نتلمسك فيها , علها تخفف علينا , و اااااااااااااااااااأأأااااااااااااه يا دانه , هيهات هيهات , ما زادت الصورة فينا إلا آلماً وحسرة وشوقاً , وما كانت الصورة إلا تذكرةً لنا أنك الليلة لن تنامي معنا , وأن الهواء , هواء الفراق سيجري في أحضاننا , فراغك لن تملؤه الصورة , الليلة أنت هنالك , وغداً , لا أمل , ولا إنتظار , لا وعود بشفاء , غداً سنُجهزك يا حمامة للجنة , فأنت من طيورها , غداً ما أصعبك يا غدُ , غداً ستُزرعين في التراب , يا ريحانة الفؤاد , أعوذ بك ربي من أن أجدف بكلمات تخرج رغماً عني , ولكني سأروي ترابك دانه بدموعي , فهنالك سأدفن لتكون معك روحي .
ملابسك ... دفاترك ... أوراقك ... ألوانك ..... ما كتبتيه من كلمات بابا ...ماما ..بابا ....ماما...... كلها يوم زرعناك في التراب, كانت تقف تنتظرنا عند الباب ...... تسألنا لماذا نقصتم يا أحباب ....... لماذا الفرح عنكم قد غاب.... لممناها كلنا وشممناها لأنك أنت فيها , لم نجرؤ ان نُقسمها بيننا , حرام علينا يكفيها أنك ما عدت بعد اليوم تملكيها , سنُبقيها معاً , علك يوماً تعودي لتجديها كلها , وأعلم شاكراً ربي أنك لن تعودي فمن سواه سبحانه يحمد على مكروه أصابنا.
بكتك الدنيا كلها يا دانه , وأمطرت سماء الأحبة دموع الحزن , حتى من لم يعرفك دانه بكاك , فصورتك حُفرت في قلوب الناس جميعاً , فكيف حال أصحابك ومعلماتك بعد رحيلك عنهم , أحزنُ عليهم , و أشفق على حالهم , فكيف لمن عرفك إلا أن تكويه لوعة الفراق ونار الإشتياق , وأنا أعلم رجل في الدنيا بسحرك ورقة تأثيرك , هو الموت يا دانه , هو الموت يا بنيتي الذي أخبرتك عنه كثيراً , حتى عَشقَك , رَغبَ فيك من بيننا , ما أستهالتك الدنيا فأراحك , فحمد لك ربي وشكرا , أنت من أنعمتها علي وأنت من أخذتها مني , الموت واحد , ولكننا نُخدع بالأسباب.
إسمعوها أحبتي , إسمعوها لحناً جميلاً , عزفاً رقيقاً , تُنشده دانه لكم , تقول فيه شكراً لكم , شكراً لكم يا من أحببتموني , وفي لحظة عجزي ساندتموني , وبعد رحيلي عن أحب الناس الى قلبي عزيتموني , هنا بجوار قبري في مسقط , وهنالك حيث ستلعب روحي كل يوم , فوق السلط , وجبالها , فروحي وإن عادت الى بارئها , عادت سلطية الهوى , إعذروا أبي وحبيبي , فالشكر لكل واحد منكم , والدعاء من أُمي لكل واحد منكم , وأنا دانه ... دانه الشهيدة في المياه الغريبة , تشهدُ لكم أنكم احببتمونا ولم تتخلوا عنا , بوركتم أهلي وعزوتي وأصحابي وجيراني بوركتم جميعا .
دانه ... دانه بُنيتي , سنلتقي قريبا , سنجتمع قريبا , مكانك لن يشغره إلا انت , فتصبري معنا وإنتظرينا , فلمُ شملنا حبيبتي دانه ليس ببعيد هو والله غداً أو بعد غد ,
و اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه يا دانه كم لهفة قلبي على ذاك الغد.
موضوع: وليد خليفات المفجوع بفقدان طفلتة يكتب : دانه...دانه بُنيتي... غداً أو بعد غد 
14/7/2010, 14:43
