امرأة من سحر ،، للشاعر عبد الرحيم محمود
أي سحر منك قد عذُبا
فيه قلبي بات مضطربا
يا جميل الغصن يا أملي
بتّ ُ في الهجران منتحبا
موجك المجنون ساحرتي
صار نوءا ثائرا لجبا
كلما أشرقت ِ في أفقي
ساقــَطت نخلي لها رطبا
فلماذا الهجر يا عسلا
قد جناه النحل واجتلبا
حبك المجنون في رئتي
كنسيم الصبح حين صبا
وأنا والعشق ذوبني
دون أن ألقى جميل ربا
قمر قد نام في مقلي
عدت لما غاب منتحبا
كلما أرجوك لي مطرا
كي أزيح الموت والعطبا
عن زهوري كنت زوبعة
كنت إعصارا حوى لهبا
وسرابا جاء يخدعني
جفف الغيمات والسحبا
كلما يأتي لنا أمل
تحبطيني وقتما غربا
هكذا الأيام صاحبتي
حلوها مر فلا عجبا
كلما أوغلت مبتعدا
جاء قلبي منك مقتربا
هات كأس الحب لي فغدا
قد يكون الحب فيك خبا
واسكريني سوف يقتلني
ويفت العظم والعصبا
بعد عينيك أرى أملي
ضاع لا أدري له سببا
وفؤادي بات يعصفه
رمشك المجنون إن وجبا
بات موجي ميت وغدا
شاطئي المهجور قد خربا
وعلى أطلاله نعبت
بومة الأحزان فانسربا
من ضباب جئت خائنتي
كنت من ناري لها حطبا
أطلس الصحراء موطنه
جاء وهما ماطرا شهبا
أي أنثى أنت قد خلعت
من عذار بـَرْقــُـهُ خـَـلـَبا
شلحت ثوب النهى ورمت
عند موج الشط إذ طلبا
وارتوت من حاجب عسلا
خنت أمـّـا أنت ِ خنت أبا
إن عندي الحب غادرتي
نبعة ٌٌ أهوى بها الأدبا
خلق الأنثى لها شرف
إن هوى ما عاد مجتلبا
إن لي حبا أعيش له
جدولا أسقى به حببا
من بيان حرفه ألق
رائع الأمواه ما نضبا
سحر عينيها أذوب به
مسكر قلبي إذا شربا
كل حب ليس فيه صفا
أو نقاء ، ناقع كذبا
فيك لحني بلبل سمعت
شدوه الدنيا وما تعبا
دفئيني البرد يقتلني
بين شعر ناثر ذهبا
واتركيني الليل يسحرني
عطرك المجنون منتهبا
وأريني أنت عاشقة
واتركيني كالرضيع حبا