اخر قصائدي ...
وأنا الذي التحفت بالحب ..
وصنعت منه بوتقةً أبدية يحضنها القمر..
أنا الذي لم أصرح يوماً بحب..
ولم أصنع من النهاية بداية ..
كنت في صدري كطيرٍ يرتجف..
كنتُ أطير من هدبٍ إلى هدب..
وتتسلقين المسافة بين كل همسةٍ أهمسها في أذنك..
لا أريد أن أحدثك عن نفسي.. فنفسي هي انت!!
حقيقة لا أعلم ماذا أقول..؟؟
ففي كل مرة أغتصب ذاكرتي ..
وأشوه ملامحها..
أدمنتُ الإدمان ...
وصنعت من حبكِ راية خفاقة في سمائي..
هل تشفع لي كلماتي يا ترى..
حبيبتي..
يوم مماتي.. من سيرقص طرباً ..
أخشى أن تصنعي ذلك..
لماذا كرهتني..
وصنعت من وداعيتي أغنية لكل نجمة أهديتها لك..
وكأنني ما بديت ..
وكأنني ما أنتشلتك من براثين الحزن..
وكأنني لم أهديك الغمام ..
ولم أعلمك كيف يكون الكلام,,
ترى هل ما زلت تذكري..
هل لازال قلبك طفلاً ..
وهل لا زالت الزهور تنمو من راحتيك..
هل لا زال عطرك هو نفسه الذي أحمم به وسادتي قبل أن أنام..
هل لازلت تزرعي تحت سريرك كل كلماتي..
لا أريد أن أقول لك أنني أبكي..
ولا أريد أن أصرح لك بحزني..
لأنني أرغب هنا أن أكذب كطفل صغير..
أقسم بالذي خلق الحب في نفس كل أنسان ..
أنني خلدت أسمك في ذاكرتي..
يقال أن الندم هو ثاني خطأ يرتكبه الإنسان ..
والمشكلة أنني أفكر الآن ما هو الخطأ الأول الذي أرتكبته !!
لا أعتقد أن بكائك توسلاً أن أغفر لك ذنباً كان خطأ ..
ولا .. ولا ..
وماذا أقول؟؟
أين هو الخطأ إذاً .. ولما هو الندم..
أتعلمي؟؟
تصرخ كل جوانحي الآن ..
أتعلمي ماذا تقول؟؟
أن هجرانك وأنت نفسي هو الخطأ الذي أرتكبته الآن في حق نفسي..!!
حبيبتي ..
أنني إنتهي الآن تدريجياً من حياتي ..
وأتعري من كل نفس ..
وأحتضر تحت مظلة لحظتنا الأولى..
وأفارق كل الأمل ..
كقمر يبتلعه الهجر..
لا أعلم لماذا نفورك مني؟؟!!
لا أعلم؟؟
من أي طهارةٍ ولدت..
من أي معجزةٍ نفرت..
لتكوني في قدري..
من أي سلالة خلقت.. ؟؟
أنني التحتفها في ليلة شتاء ذلك الموعد..
وفي كل موعدٍ..
لازلت أرتمي بين أحضان الألم ..
ولا زال الحزن يرسم في مخيلتي كل الخوف..
مللت من التحيل عليها ..
مللت من إقناع ذاكرتي أنك نسيتني ..
فشلت حتى أن أمحو صوتك .. صورتك!!
كيف لي أن أسرق الوقت ..
وكيف لي أن أسرق الزمن ..
أعطيتك كل نهاري..
وكل ليلي ..
كل حياتي ..
أعطيتك أمسي ..
وها أنتِ تأخذي حاضري دون أن تكوني حتى معي..
بقايا إنسان هو أنا الآن ..
غدوت مدينةً مهجورةً ....
تحلق فوقها النسور تترقب سقوطي في أقرب هاوية ..
أتمنى أن أعلن للملأ أنني هزمت ..
لكن كبريائي يأبى ..
أحبك حاضراً وماضياً ..
أحبك طيراً أخضراً يحلق في كل سطوري..
أحبك ..
خطواتك ..
كلماتك ..
جوفك..
هل لأنني أخلصت معك ..
هل لأنني تعاملت مع نفسي ..
هل لأني إستاصلت كل الحزن من عالمك ..
هل لأنني قدمت لك روحي في كل كلمة ..
هل لأني أهديك أنفاسي..
هل لأني قدمتك في كل وقتي..
هل لأني وهبت روحي لكِ ؟؟
أخبريني لماذا إذاً هجرتني ...؟؟
لماذا أرجوك أخبريني فقط ؟؟
لماذا ؟؟
والله أقولها ودموعي تغسل جميع الأمل في خدي..
ليتك كنت معي الآن ..
كنافورة مسك..
تطهر صدري من كل الأحزان ؟..
لا .. أزيل تلك الدهشة من عينيك ..
أنت التي زرعت كل هذا..
وهربت .. فررت .. كبرق شق طريقه إلى صدري...
وأنتشل منه البقية الباقيه من روحي..
روحي التي هي فداء لك..
الذي كنت قد شرعت في تأثيثه من كل همسة كانت تدور بيننا ..
لا أعلم ماذا أقول.؟؟..
وأنا المجروح من أول القصيدة إلى آخر السطور..
ويحك يا الم..
ويحك يا خنجر مسموم..
أهنيك حبيبتي..
فأنت الوحيدة التى استطعت أن تنتصري..
كرهت في حبك كل النساء
الى أن أعلنت الإنسحاب من حياة الهجرة إلى القلوب..
وها أنذا لا أريد حتى أن أعترف بثاني خطأ يرتكبه الإنسان..
لمجرد أنني لا أعرف ما هو الخطأ الأول .
حبيبتي ..
أنا ابن الشريف الذي لا يهان..
يقال أن الكريم إذا طلب واعطى انكب نصف ماء وجهه ..
فما بالك إن لم يُعطى..
وأنا أعلم بك وبكرمك..
فاختاري أنت الحل الآن..
أنا لا أطلب الكثير..
أطالب بحياتي ..
حياتي فقط ..
وحياتي هي انت.
مهجتي ..
أرجو أن تفكري ملياً ..
فكري ملياً ..
أعيد فكركِ إلى الأيام الأولى..
وأنظري ماذا صنعت من أجلك.
فكر ملياً..
لأنها هذه ستكون اخر رسائلي ...