في هذه الدورة سيذهب العالم كله إلى إفريقيا ليس لاكتشاف أراض جديدة أو للاستمتاع بالتجول في الغابات وتصوير مشاهد من الطبيعة ولكن ليتذوق كرة القدم على الأسلوب الإفريقي الذي قدم للعالم ومنذ أن عرف كرة القدم نجوما سوداء بهروا العالم بفنهم وتميز أداؤهم بل وتقديم كل ما لديهم تحت أعلام دول غير إفريقية حتى تسابقت الدول لتجنيس من استطاعت من النجوم الأفذاذ وتجيير خدماتهم لمنتخبات وطنية في أوروبا وأمريكا اللاتينية.
إن هذه الدورة ربما تكون الأكثر إثارة فهي تقام على أرض محايدة لتلك المنتخبات العريقة التي احتكرت الفوز بكأس العالم فالأوروبيون يرونها فرصة سانحة لهم وبعيدة عن ملاعب منتخبات دول أمريكا اللاتينية في حين تراها منتخبات أمريكا اللاتينية أيضا فرصة لهم لأن الأرض الأوروبية لا تبشرهم بإمكانية انتزاع الكأس من بين منتخبات القارة العجوز التي لا تدخر شيئا للاحتفاظ به وتعد ذلك من باب أحقيتها ما دامت تنظم البطولة.
ولعل أكثر الناس تفاؤلا بحظ وافر للمنتخبات الإفريقية والآسيوية لا يتوقع أن تخرج الكأس في هذه الدورة عن المنتخبات التي تتداوله منذ أول بطولة حتى اليوم رغم وجود منتخبات قادرة على المنافسة ولكن مع افتقاد الثقة في إمكانية تحقيق المستحيل فإن الفرصة أقرب لأولئك الذين تعودوا أن ينافسوا على اعتلاء القمة ولديهم النفس الطويل والإيمان بالتفوق على مستوى اللاعبين كأفراد وكمجموعة واحدة.
إن كرة القدم وهي لعبة جماعية تخضع للعب بروح الفريق الواحد وهي فكرة يروج لها ويستخدمها المؤسسون والمديرون في المؤسسات المالية للعمل الجماعي المنظم الذي يخضع لتكامل الأدوار وهو العمل بروح الفريق الواحد، حيث تظهر قيمة التنسيق الجماعي والتخطيط لتحقيق الهدف وإذا كان لفريق طموح يناسب إمكاناته فإن طموح العالم كله أن تتجاوز البطولة كل المخاوف الأمنية التي قد تهدد سير البطولة أو تعتم صورتها التي تسعى الدولة المنظمة لها أن تكون متميزة ولائقة بالثقة التي حظيت به.
العالم سينشغل شهرا كاملا عن أزماته المالية وما خلفته من تأثير كبير في اقتصاداته ليأخذ استراحة إجبارية تتوجه فيها الأنظار إلى ملاعب جنوب إفريقيا، حيث يعقد أهم منتدى رياضي وهو فرصة لبروز نجوم جدد في عالم كرة القدم في الوقت الذي ينظر فيه الكثيرون إلى بطولة كأس العالم على أنها مجرد حدث رياضي يرى فيه الطرف المنظم رؤية أكبر من تلك فهو ينظر إليها كحدث اجتماعي وسياسي اقتصادي مهم يجب عليهم استغلاله من تلك الجوانب كافة.
هذه الدورة لا تضم منتخبات عربية سوى منتخب وحيد هو المنتخب الجزائري الذي نتمنى له أن يوفق في تقديم صورة جيدة عن الكرة العربية فالقارة الآسيوية لم تقدم أي ممثل عربي لها وهو وضع غير مألوف منذ عقدين من الزمان، كما أن القارة الإفريقية شهدت تراجعا في مشاركة منتخباتها العربية.
إن إعلان شركة لويدز عن التأمين على البطولة بمبلغ تسعة مليارات دولار هو مؤشر على حجم المخاوف التي يراها المنظمون ورغم ما يقال عن تهديدات صادرة ممن يعيشون من أجل تعكير صفو العالم حتى في أجمل لحظاته فإن في ذلك تأكيد على أنهم لا يعرفون معنى للحياة ولا معنى للمتعة
موضوع: كأس العالم 2010 
11/6/2010, 15:37
