وأنا ما زلت أنفطر
مرّ القطار سريعاً ...... كنت أنتظر
مرّ القطار سريعاً , أمام عجز الرّوح في بادية الأحلام
كموت شفاه استرق قبلة الدّهر - معزّية – على جبين
حزن فاض عن وهن الكلام .
كنت أنتظر أنغام الصّبا قادمة على متن اجنحة الأصفهان ,
أنتظر صوت السماء بقلق نرجسة انتصبت تستجدي أجفان
الفجر دمعاً يُطهّر دنس الليل في أحشائها
أنتظر ... عَطِشاً .. صبابة الأمل , فأسقاني
كأس الشقاء ريق الكآبة مُخمّراً بنقيع غربة خرساء
كمن يدنو بشفتيه من حبيبته راضباً رذاذ الخلود في ثغرها, فلم
يُبق له الموت منها سوى نكهة الفراق عالقة على شفاه امنية عذراء
وانفض المسافرون الى أيّامهم
عابرون فوق انقاضي , دُمىً شرّيرة تلبس وداعة الروح , كغيمة
صيف عَجلى تطارد اشباح الفصول , تضنّها تبكي فراق أترابها , لكنها
من الخبث ما يجعلها تستمطر دمع شمس حانقة وشت لها بقدوم
شتاء يتعشق لون الظلام .
وأنا ما زلت أنتظر
كعشبٍ , أغصان السكينه تنبجس من ذراعيها , فأغفو تحت الظّل على
صدى الحب مكسوراً في قلبها , يهمس بشفتيه في آذان الشوق , فأصير
إلهاً من نور , يستفيق وبريق النجوم - عندما يُأبّنُ الشفق الأزرق ذاكرة
النهار - على صوت تغاريد الروح تنبس في صدر الكون فتشنفُ مسامع
النفس في غربة الوجود .
فلا النسيان يـُقصيني
ولا التذّكرّ يـُدنيني
من إمرأة
إن مسّها قمر , صاحت :
أنـا القمر
القمر
القمر
( الأبيات باللون الأحمر مقتبسة من قصيدة يغنيها مارسيل خليفة وأميمة خليل )
القاص الأردني عامر ملكاوي