[size=16]
في ذلك المكان و بعد تلك الكلمات كانت لي لحظات
لم أنسها و لن أنسها ما حييت
كلمات و كأني أسمعها لأول مرة !!
اقشعرّ منها
جلدي .. تزلزلت من هولها أركاني .. اهتزّ من الخوف فيها جَناني
أصبحتُ فيها
كسيرةً حزينةً أدسُّ رأسي بين رُكبتي
فزعاً .. خوفاً .. خجلاً
مشاعرُ
مختلطة لامست قلبي بل عانقت فيه شِغافه
حينها سقطت دمعتي
بل قد انهمر سيلٌ
منها لم تُوقفه مسحاتُ يدي المتتابعة على وجنتي بتِحنان
و كأني بها تقول لي :
دعيني .. فهذه سعادةُ قلبِك ألا تعلمين ؟!!
دعيني أسيل لأُطفيء لهيبَ أيامٍ
مرّت كنتُ فيها في سُبات
دعيني لعلّي بها أصلُ إلى مُبتغاي
أرجوكِ .. دعيني
أسيل
أرجوكِ
خاطبي وجدانك و استعتبي جَنانك
كوني معي لتشعري بلذّتي
حين أسيلُ خوفاً
لتتيقّني بأني كلما سِلتُ فرقاً و خوفاً كانت لكِ بشارة و أيُّ
بشارة تلك حينما تكون عن النجاة و أيُّ نجاةٍ تكون كهذه التي حدّثنا بها الصادق
المصدوق -صلوات الله و سلامه عليه- : (عينان لا تمسَّهما النار : عينٌ بكت من خشيةِ
الله و عينٌ باتت تحرسُ في سبيلِ الله) "رواه الترمذي"
آآآآآه أيتها
الدموع !!!!!
ماذا فعلتِ بي ؟؟!!
فقد أحييتِ بوقعِ عتابكِ في قلبي صحراء
جدباء قفر فكنتِ كالمطر حين ينهمر
فلا يكادُ يُخطيء شبراً منها إلا و أعاد له
خُضرتَه و أجرى فيه ينابيعه
فتحوّلت بفضل الله بعد صيفٍ هجيرٍ إلى ربيعٍ سرمدي
لا يعرفُ للصيف طريقاً
نعم أيتها الدموع الغالية
و ما أغلاكِ عندي
بل ما أغلاكِ عندي ربي
[/size]جناني معكِ .. و قلبي لا زال يتأمل لحظات
هطولكِ