[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من بيروت إلى كوبا، مع فنان لبناني سطع نجمه في السبعينات وكان من ألمع الفنانين الشبان العرب ولطالما اشتهر بشاربيه وبالعصا التي يُرقصّها ويرقص بها الدبكة اللبنانية
طوني حنا.. من أمريكا إلى بيروت
دينا عزار: سطع نجم الفنان طوني حنا في السبعينات وكان من بين ألمع الفنانين الشبان العرب فبيعت الآلاف من تسجيلاته وتنقل محيياً حفلات غنائية كثيرة بين العواصم العربية والمدن الأميركية، وكذلك باريس ولندن وأستراليا وأمريكا الجنوبية، هو فنان بارز بكل المقاييس وقد قال ذات مرة أعتقد بأنه لا يختلف اثنان على أن أقوى وسيط ينقل الثقافة ويعبّر عنها هي الموسيقى، وفي أوج تألقه توقف طوني حنا عن الغناء مما أثار الكثير من الفضول وذلك لعدم رضاه عن المنحى التجاري الذي اتجه له القطاع الفني، غير أنه عاد بعد انقطاع طويل ليغني من جديد في حفلات تستقطب أعداداً كبيرة من الجماهير المخلصة لفنه الجميل، في بيته المبني على الطريقة اللبناني في إحدى القرى المطلة على البحر التقيناه.
طوني حنا: أهلاً وسهلاً مية أهلاً وسهلاً، عشت فيه أنا عشت فيه بالغربة حملته حملت جوز معي، حملت شجر، حملت حجار، سافرت وين ما كان بحلمي، اللي مزعوج منه يا رولا تشويه الحلم عم تحكيني عن لبنان تشويهه، تشويه الحلم اللي في ناس عم توعى قبل الشمس وهم عم يوعونا بغير حلم، وأنا ما بدي اوعى من هالحلم، وبحب المشوار من على بكرة بحب حالي راكب على حصان في صدق كتير مهم في نوع من الفروسية ما بعرف إذا هي شغلة بعلى عن الأرض وبعلى المشاكل بحمله كل المسؤولية، خيّال حامل العصا مع شوارب ومركز برنيطته عايش مع طبيعة في وحدة بينه وبين الطبيعة كتير حلوة وبتريح كتير منه شجور منه شوية حيوانات منه شغلات كلهم هون مربيهم على إيدي، وكان أستاذي وديع الصافي أستاذي وديع الصافي قريب كتير للونه ومتل شي مدرسة كنت مسجل فيها ببلاش، يعني أول واحد قلي لو ما صوتك حلو وخيفان أنا هيك لو ما صوتك حلو كنت قلتلك روح بيع ترمس، أنا اللي عم قلك عارف مين عم يقلك؟ أنا وديع الصافي عم قلك صوتك حلو، قلت خلص خلص، أنا بلحن لك أول أغنية أعطاني ياها لعيوني غريبة ما بنسى فضله عليّ الأستاذ وديع، هون صار الغجر هيدا مشوار خطر وكان فيه خطورة كتير إنه شغلة جديدة بالشرق الأوسط تفوتي على جبسي أنتِ تضلي متل ما أنتِ وهم يضلوا متل ما هم، ما كل واحد عنه هم ما فينا نغير شي، لا أنا بدي غيرهم وهلأ بخبرك شو صار معنا بجبيل بمهرجان جبيل، ولا هم فيهم يغيروا شي، ميشال بذكائه بيجيب حالتين كاملين مع بعضهم وبيصير بيقرب بين بعض، وديع الصافي، حنين كوبا، طوني حنا غجر، أفكار من شي كوكب يعني أنا بشبه بأخوات ملحم بركات باللحن مثلاً جاب ما بتخطر على بال حدا، بتعرفي هم بيكونوا واقفين حد بعضهم وآلات نحاسية شغلة اللي بيخلص نفسه رفيقه حده بينغزه بكتفه بيكمل قصة حلوة كتير قصة حلوة كتير هالنوع من الفلوكلور على كل الأحوال هم عملوا أندر غراوند وأخدوا جوائز عليها، يمكن فوت على خط الأوبرا تخيليني بالشوارب يمكن غيّر لون البرنيطة وبالعصا..
رولا: ما في حدود إلك طوني حنا؟
طوني حنا: الفن فيه حدود، كل الكرة الأرضية ملكي زيح هيك وزيح هيك كل الكرة الأرضية ملكي أنا، خلاني صوتي أبرم كل الكرة الأرضية بس اللي بتسمعيه أنتِ من صوتي أساسه الحلم اللي خبرتك عنه، أساسه البيئة اللي أنا عشت فيها، أساسه مناخ اللي أنتِ شايفتيه، ضيعة من لبنان فالآن ب11 شباط سنة 1945 يوم الأحد الساعة 4 الصبح هيك قالتلي المرحومة أمي قدام باب شباك الجبيلة يعني إذا بتمري هنيك بتشوفي الستين سنة اللي مروا بهداك الشباك القديم، هداك بيت أهلي وبيت خيي وهون بيتي.
وفي لقاء اخر يقول :
- الجنون هو مفتاح الابداع وميشال فضلاً عن جنونه، يملك مخزوناً من الأفكار الجريئة التي قد لا يتقبلها أي فنان. بروح الشباب التي يملكها والتي مازلت أحافظ عليها تمكناً من مزاوجة أفكارنا فأطلقنا مجموعة أغنيات منها سبق ان غنيتها فأعدت توزيعها وفاءً لتاريخي الفني ومنها جديده كلياً بالنفس الغجري الموجود منها.
ما هي علاقتك بالغجر، وكيف بدأت رحلتك إلى يوغوسلافيا؟
- أنا من الأشخاص الذين ولدوا في الجرد وعشقوا الطبيعة فلم تغرهم حياة المدينة، لذا شدني ارتباط الغجر بالأرض والطبيعة وسهولة حياتهم التي تنعكس في موسيقاهم القائمة على الآلات البدائية، من هنا رحبت باقتراح ميشال وسافرنا إلى يوغوسلافيا وعشت حياة غجرية لأكثر من شهرين وقررت أن ابدأ مسيرتي الفنية الجديدة مع الغجر لأزاوج بين الفولكلور اللبناني والموسيقى الغجرية.
هذا التزاوج بين موسيقى الغجر والتراث اللبناني إلى أي مدى يفقد التراث روحه؟
- حين نزاوج بين الحضارتين، فهذا لا يعني أننا نطمس معالم كليهما لصالح خليط هجين، في تجربتي الجديدة أنا أغني وهم يعزفون وكلانا يحافظ على هويته.
في فرقتك أدخلت عازفين لبنانيين مع العازفين الغجر، فهل هي محاولة منك لاضفاء صبغة لبنانية على موسيقاك؟
- كما سبق وقلت حافظت على لبنانيتي ومزجتها بالروح الغجرية ولا أنكر اننا وجدنا صعوبة كبيرة في التوزيع بين الآلات الشرقية وتلك الغجرية. فضلاً عن تنظيم مشاهد مسرحية خاصة بكل أغنية على حدة لأننا نقدم فناً متكاملاً قائماً على الكلمة البسيطة واللحن الجميل والحركة المسرحية المعبرة.
يقال انك فنان غريب الأطوار فهل تعتمد مبدأ "خالف تعرف" أم انك تمارس طقوسك الغريبة في حياتك اليومية؟
- يصفونني بغريب الأطوار وأنا لا أتعمد الظهور بهذا المظهر، لأني لا أجيد التمثيل، إنما أتصرف على طبيعتي وهذه هي طبيعتي، أسير عكس التيار وأحيا ببساطة ولا أجيد فن المجاملة فأنا مازلت أحمل جذور القرية اللبنانية رغم هجرتي إلى أميركا لأكثر من ربع قرن وقد حملت قرويتي إلى هناك فحاولت أن أروض الحياة الأميركية لتتأقلم معي ولم أروض نفسي لأتأقلم معها.
وما حكاية القبعة والعصا والضفيرة الطويلة؟
- أحببت القبعة والعصا لأنها تساعدني على الرقص كما أطلت ضفيرتي لأنها بكل بساطة أعجبتني ووجدتها مناسبة لشاربي اللذين لم أحلقهما منذ كنت في السادسة عشرة من عمري.