[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]محمد عبده عثمان آل دهل العسيري. ولد محمد عبده في قرية الدرب الواقعة جنوب المملكة في عام 1948م، وذاق مرارة اليتم صغيراً حيث رحل عنه والده وهو ما زال طفلاً في السادسة من عمره، وعاش رحلة من الفقر والعَوَز حتى إنه عاش فترة في رباط خيري هو وشقيقه بمنحة من الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله.
واستطاع محمد عبده دخول المعهد الصناعي والتخصص في صناعة السفن في محاولة لتحقيق حلمه القديم بأن يصبح بحاراً مثل والده، ولكنه أيضا كان مولعا بالفن والغناء الذي أخذه إلى بحر النغم الذي أخلص له ومنحه اهتماما حقيقياً.
بدأ فنان العرب محمد عبده رحلته الفنية بداية الستينات الميلادية، في عام 1961م كانت بداية محمد عبده مع عالم الغناء في سن مبكرة وهو طالب في المعهد الصناعي بجدة، تخرج منه عام 1963م حيث كان محمد عبده ضمن أفراد بعثة سعودية متجهه إلى إيطاليا لصناعة السفن، تحولت الرحلة من روما إلى بيروت، أي من بناء السفن إلى بناء المجد الفني، وكان ذلك عن طريق (عباس فائق غزاوي) الذي كان من ضمن مكتشفي صوت محمد عبده عندما غنى في الإذاعة في برنامج (بابا عباس) عام 1960م، وبارك هذا الاكتشاف الشاعر السعودي المعروف (طاهر زمخشري).
سافر محمد عبده من جده إلى بيروت برفقة الغزاوي وزمخشري، وهناك تعرف على الملحن السوري (محمد محسن) الذي أخذ من الزمخشري كلمات (خاصمت عيني من سنين) ليغني محمد عبده أغنية خاصة به بعد أن غنى الكثير من أغاني من سبقوه ومنها أغنية (قالوها في الحارة.. الدنيا غدارة)، سُجلت الأغنية وعاد فنان العرب لأرض الوطن و دخل إلى الغناء بقوة وتعرف على العديد من الشعراء أمثال إبراهيم خفاجي الذي كان له تأثيراً واضحا على حياة محمد عبده الفنية، والموسيقار طارق عبد الحكيم الذي قدم له لحنا رائعا من كلمات الشاعر المعروف (ناصر بن جريد) بعنوان (سكة التايهين) التي قدمها محمد عبده عام 1966م. ووجد محمد عبده نفسه في حاجة إلى القيام بالتلحين لنفسه، رغم ألحان طارق عبد الحكيم وعمر كدرس التي صقلت موهبته لكنه خاض التجربة وكانت أغنية (خلاص ضاعت أمانينا.. مدام الحلو ناسينا) قدمها محمد عبده على العود والإيقاع دون أي توزيع موسيقي، وكان نجاح هذا اللحن تشجيعا لمحمد عبده على خوض التلحين الذاتي أكثر وأكثر.
قام بتلحين كلمات صديق العمر (إبراهيم خفاجي) وهي أغنية (الرمش الطويل) عام 1967م، يومها وزعت هذه الأسطوانة بعدد ثلاثين ألف نسخة، معنى ذلك نجاح محمد عبده وانتشاره فنيا في جميع أرجاء السعودية كلها بمختلف مناطقها، وفي دول الخليج المجاورة، ووصل صدى هذه الأغنية إلى لبنان، حتى أن مسارح بيروت والمناطق السياحية بها أصبحت تقدم هذه الأغنية بمختلف الأصوات في صيف عام 1968 و1969م، لذلك جاء نجاح محمد عبده الأول له بألحانه، بعد الرمش الطويل جاءت رائعة (طارق عبد الحكيم) وهي (لنا الله) من كلمات الشاعر الكبير (إبراهيم خفاجي) عام 1967م بعد نجاح الرمش الطويل.
قبل بدء الإرسال التلفزيوني عام 1965م، كان مسرح التلفزيون هو المكان اللائق لتقديم الجديد بعد مسرح الإذاعة، حيث تعاون محمد عبده مع الأمير (عبد الله الفيصل) في رائعتهم التي بعنوان (هلا يابو شعر ثاير) من ألحان محمد عبده، وما كادت تبدأ فترة السبعينات إلا ومحمد عبده ينهي بكل نجاح المرحلة الأولى في تاريخ الأغنية السعودية الحديثة المرتبطة بمحمد عبده لقيامه بتطوير الفن السعودي.
شهدت فترة السبعينات العديد من النجاحات في مسارح عدد من البلاد مثل (الكويت، قطر، لبنان، الإمارات، ومصر) حيث الانطلاقة الأكبر ليصبح محمد عبده سفيراً للأغنية السعودية، وتطور الحال إلى أن أصبح سفيراً للأغنية الخليجية ثم للجزيرة العربية كلها، بعد طرقه ألوانا غنائية من مختلف مناطق المملكة والخليج العربي والجزيرة العربية ككل، حتى أصبح يلقب محمد عبده باسم (مطرب الجزيرة العربية) أو (فنان الجزيرة العربية)، وهذا اللقب لم يأت من فراغ مطلقا كون محمد عبده تعرف أولا على الأمير الشاعر (خالد الفيصل) وقدم له قصائد نبطية مثل (يا صاح، أيّوه، سافر وترجع، وغيرها)، دخل محمد عبده معها ألوانا أخرى مثل السامري في إيقاعات رائعة جدا، هذه الألوان الصعبة من كلمات أيضا انتشرت في كل مكان خارج نطاق الجزيرة العربية بعد أن انتشرت داخلها.
بعد ذلك جاءت رائعة (ابعاد)، وتعاون مع الشاعر الكويتي الكبير (فائق عبد الجليل - رحمه الله) وألحان كويتية أيضا من الملحن الكبير (يوسف المهنا)، لتخرج محمد عبده من نطاق العالم العربي، فقام مطرب إيراني بترجمة معاني هذه الأغنية بنفس اللحن وقدمها بصوته, وقام آخر هندي بترجمتها أيضا، بالإضافة إلى فرقة عربية قامت بغناء هذه الأغنية مثل (عائلة البندري)، ناهيك عن الفرق الغربية في اليونان وتركيا وعدد من دول أوروبا الذين قاموا بغناء أغنية (ابعاد).
نعم، أبعاد أغنية عالمية، وفوق ذلك كافة الجاليات غير العربية المقيمة في الخليج قد تعرفت على محمد عبده بهذه الأغنية وأخذت بعد ذلك كافة الأشرطة الخاصة به، ليتم نشرها في بلادها رغم عدم معرفتها للغة العربية، لكن أغاني محمد عبده انتشرت في كثير من البلاد في المشرق والمغرب.
في اليمن عام 1976م، سافر محمد عبده إلى صنعاء للمشاركة مع جمهوره في اليمن في احتفالات اليوم الوطني، حيث قدم الفنان اليمني المعروف (محمد مرشد ناجي) لحنا للأغنية الرائعة (ضناني الشوق)، ومن كلمات الشاعر (مهدي حمدون)، حينها قام محمد عبده بتوزيع هذه الأغنية موسيقيا بمختلف الآلات الحديثة، عندها نصحه محمد مرشد ناجي بعدم المخاطرة، حيث أن الجمهور اليمني لا يتقبل الأدوات الموسيقية الأخرى، فقط العود والإيقاع في لحن مثل هذا، لكن محمد عبده أصر على دخول هذه التجربة وتكللت بالنجاح الكبير، حتى أن أحد المسؤولين في اليمن أوضح بأنه لم يكن يعتقد أن يأتي فنا من خارج اليمن، يُقنع الجمهور اليمني بهذه الآلات الحديثة، وخاصة أن الجمهور اليمني جمهور متذوق للفن العربي بدرجة أولى، ولكن محمد عبده غنى هذا اللحن الصعب فعلا.
كانت هناك حفلة في صيف القاهرة، وكان من المفترض أن يغني محمد عبده قبل فقرة الفنانة الكبيرة (وردة الجزائرية)، وقد قام متعهد الحفل آنذاك (جلال معوّض) بتقديم النصائح للفنانة وردة بالغناء قبل محمد عبده، لكنها لم تستمع إلى تلك النصيحة، وقالت بأن لها جمهورها وعشاقها، وبعد انتهاء فقرة محمد عبده، همّ الناس بالخروج وغادرت الجماهير بكثافة، ودخلت الفنانة وردة على المسرح واستقبلها جمهور ضئيل، لذلك لم تغن وردة سوى أغنية واحدة، غادرت بعدها مكان الحفل، ثم سافرت إلى أوروبا، وقطعت علاقتها فورا بالمتعهد (جلال معوّض)، رغم أنه قام بتقديم النصح لها. لذلك استحق محمد عبده لقب مطرب وفنان الجزيرة العربية، وهكذا انتهت فترة السبعينات بكل هذه النجاحات المتواصلة، في وقت كان العمالقة في مصر يقدمون روائعهم مثل (أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ).
قبل انتهاء فترة السبعينات الميلادية، قام الفنان محمد عبده بخوض تجربة الأغنية الطويلة مع مهندس الكلمة الأمير (بدر بن عبد المحسن) وذلك في أغنية (في أمان الله) أو (الرسايل) التي قدمها على مسارح القاهرة صيف عام 1974م، ثم قدمها على مسرح التلفزيون بالرياض في عيد فطر عام 1394هـ، وحققت هذه الأغنية نجاحا منقطع النظير، مما شجع الفنان محمد عبده إلى غناء أغنية (خطأ)، وهي أيضا من كلمات البدر. وعودة إلى أواخر السبعينات، وتعاون جديد لسامي إحسان مع محمد عبده وأغنية بعنوان (سهر) و (قلب تلوعه) والرائعة (انت محبوبي) ثم (مالي ومال الناس) التي انتشرت بين الناس بطريقة غريبة.
وبعد ذلك شهدت تلك الفترة تعاونات مع الملحن الموسيقار السعودي (محمد شفيق) وذلك من خلال أغنية (يقول المعتني - آه وآهين)، لذلك أنهى محمد عبده فترة السبعينات بالأغنية القصيرة وبألحان ليست له، بعد أن قدم أفضل باكورة ألحانه في أغاني عديدة مثل (فمان الله، شفت خلي، خطأ، هيّا معي، ردي سلامي، أيوه) وغيرها.
جاء القرار بإدخال النسخة الأصلية والابتعاد نهائيا عن أشرطة الكاسيت المسجلة، عندها تحوّل الأستوديو الخاص بمحمد عبده الكائن في حي النزلة بجدة والذي قام بإنشائه عام 1977م إلى مؤسسة صوت الجزيرة للإنتاج والتوزيع الفني، وقام بإصدار (23) شريط، هي أول نواة لهذا الإنتاج وضمت العديد من الحفلات مثل (حفلة القاهرة، الرياض، صبيا، لوس انجلوس)، والأخيرة هي التي رافق فيها محمد عبده بعثة المنتخب السعودي عام 1984م إلى لوس انجلوس، الذي تأهل للاولمبياد آنذاك.
فاجأ فنان العرب الجمهور بشعبيات ضمت أغاني من التراث وهي (الناس عليك يا ريم، لك الله يا غريب، طاب طاب الأوان، أنورت سودة عسير)، بعد أن قدّم محمد عبده الطرب الأصيل كما هو دون أي خدش، مع فرقة موسيقية مصغّرة سجلها في أستوديو صوت الجزيرة في جدة، عرف الجمهور بأن الأرقام من (1) إلى (20) سوف تكون خاصة بالأغاني الشعبية من تراث كافة مناطق المملكة والجزيرة العربية، وأخذ محمد عبده يقدمها بأرقام عكسية التسلسل فمثلا (20، 19، 18) وهكذا وكلها تحمل اسم شعبيات، عندها أعلن محمد عبده بأنه فنان شامل يقدم الأغاني المطورة، والأغاني التراثية الشعبية، وكذلك يقدم الأغاني الطويلة ذات المقاطع فبعد (فمان الله - وانتهاء بليلة خميس - مرورا بخطأ - شفت خلي - هيّا معي - أيّوه)، جاءت رائعة محمد عبده الخيالية (صوتك يناديني) من كلمات مهندس الكلمة ومن ألحان محمد عبده، بالفعل رائعة جديدة، أوضحت فعليا نجاح محمد عبده كمطرب ومؤدي وملحن وفنان شامل.
أقيمت حفلة في دولة تونس، وأطلق عليه الرئيس التونسي حينها (الحبيب بو رقيبة) لقب (فنان العرب) عبر تلك الحفلة في منتصف الثمانينات، ليقدم الجديد بعدها، ومنها دخوله للتعاون مع الملحن الدكتور عبد الرب إدريس، الذي قدّم لمحمد عبده إنتاجات رائعة مثل (محتاج لها، جيتك حبيبي)، بعد ذلك (أبعتذر)، ثم (كلك نظر)، حيث تأثر الملحن الكبير عبد الرب إدريس بفنان العرب محمد عبده وبأسلوبه، بدلا من أن يتأثر المغني بالملحن في معادلة عكسية لا تتم إلا مع فنان في وزن محمد عبده الفني.
لكن فنان العرب وضّح للجميع الفارق ما بين الأغاني الخفيفة الجيدة التي تعتمد على الإبداع الفني والأغاني الجيدة عن أسلوب الإبداع، ولإخفاء عيوب الصوت والأداء وضعف الإمكانات الصوتية، وهذا درس رائع قدمه فنان العرب محمد عبده للجميع بعد أن بدأت هذه الظاهرة في الانتشار بشكل مكثف.
في نفس الوقت طرح محمد عبده ألبوما يحمل اسم (وهم، العقد، إنت معاي)، وقام بغناء العديد من الأغاني من ضمنها ما ذكرت في الألبوم الأخير في حفل فني ناجح في مدينة جنيف السويسرية صيف 1988م، وذلك في أثناء الكرنفال السنوي الخاص بها، علما بأن هذه الحفلة تم طبعها عبر شريطين فيديو، وحققا نجاحا وانتشارا كبيرا في أرقام قياسية في التوزيع بعد أرقام التوزيع لأشرطة الكاسيت السمعية.
تعاون محمد عبده مع الأمير الشاعر محمد بن راشد، من دولة الإمارات بشريط بعنوان (يا مرحبا يا معنّى), بعد ذلك قدم محمد عبده الأغنية الوطنية المعروفة فوق هام السحاب من كلمات الأمير عبد المحسن، وذلك عام 1988م، وذلك مع افتتاح درة الملاعب استاد الملك. فأبهرت الجميع و هذا النجاح شجع محمد عبده إلى تقديمها عبر حفلاته إلى يومنا هذا.
توقف الفنان محمد عبده عن الغناء في الحفلات لمدة ثمان سنوات، كما توقف عن إصدار الألبومات الجديدة، حيث كان ألبوم (أرفض المسافة) هو الألبوم الأخير له رغم أنه قبل توقفه هذا قام بعمل موسيقي لإحدى أهم الأعمال له وهي (البرواز) وكذلك قصيدة (أنشودة المطر) من شعر بدر شاكر السياب، حيث أنه قام بتجهيز هذين العملين ولكن أزمة الخليج أجلت كل هذا، وبحصول كافة الأحداث المختلفة ألغى محمد عبده كافة حفلاته لعام 1990م، وبالتالي قام بتأجيل طرح ألبومي (البرواز وأنشودة المطر)، رغم انتهاء تسجيل الموسيقى وتركيب الصوت، لكن ما حدث في منطقة الخليج ألغى كل هذا.
جاء إعلان الاعتزال وشارك محمد عبده الوطن خلال الأزمة، فقدم شريطا بعنوان (هل التوحيد) ضم ست أغنيات وهي (هل التوحيد، أجل، أقسمت يا كويت، أوقد النار، قسما بالله، هبّت هبوب الجنّة)، رغم اعتزاله. أعقب ذلك ألبوما بعنوان (حبيبتي)، وصورة محمد عبده يرتدي اللباس العسكري على غلافه بعد أن قام بالتدريب مع المتطوعين في القوات المسلّحة وضم (حبيبتي، الله أكبر، ما علينا، جنود الله)، بعد ذلك وعند انطلاق حرب عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت الشقيقة قدم محمد عبده ألبوما بعنوان (يا السعودي يا بطل) وضم (يا السعودي يا بطل، بلاد السلام، السلام سلمنا، رسالة)، وبعد انتهاء الأزمة قّدم ألبوما من كلمات برق الحيا وألحان محمد شفيق.
ترك محمد عبده الأغاني العاطفية واتجه إلى غناء الأغاني الوطنية مع الامتناع عن الغناء في الحفلات وعدم تقديم الجديد سوى الخاص بالأغاني الشعبية التي قام بالتجهيز لها قبل فترة التوقف الذي استمر منذ عام 1989م إلى 1997م، حيث قدم في عام 1989 أوبريت لمهرجان الجنادرية يحمل اسم (مولد أمة)، ثم نشيد (الله البادي ثم مجد بلادي).
والآن جاء دور ألبوم (البرواز)، الذي تم تنفيذه قبل التوقف ليرى النور، هنا حدث الشيء العجيب حقا، (محمد عبده في حكم المعتزل) وألبوم البرواز ينجح بدرجة امتياز ويحقق مليون نسخة من المبيعات بمعنى أن الفراغ الذي تركه محمد عبده بعد توقفه لا يزال كبيرا، جاء الموعد مع (المعاناة) نجاح كبير جدا مع بقية الأغاني في إثبات آخر بأن الفراغ الذي تركه محمد عبده لا يزال كبيرا، فهذا الألبوم الشعبي حقق من المبيعات ما عجزت عنه ألبومات جديدة لمختلف الفنانين والفنانات العرب.
وكانت بالفعل عودة حميدة حقا فمع احتفال اليوم الوطني في سبتمبر عام 1997م، غادر فنان العرب محمد عبده إلى مدينة الضباب (لندن) ترافقه فرقة بقيادة المايسترو وليد فايد وبعض عازفي الإيقاعات من المملكة، حينها قدّم محمد عبده حفلا رائعا في لندن كان معناه إعلان العودة وإلغاء الاعتزال، وقدّم أولا أغاني وطنية حيث قدمها وهي يرتدي اللباس الوطني وهي (وين أحب الليلة "اسم الألبوم"، الأرض، مشرق النور)، وفي نفس الحفل قدّم العديد من الأغاني وهي (آخر زيارة، اختلفنا، غالي، كل ما نسنس، المعاناة، انتي نسيتي، مهما يقولون، الله عليها، الرسايل -التي أعادها بعد 23 عاما-، يا غايب، سلّم عليه، أقرب الناس، لنا الله -وتجديد بعد مرور 30 عاما وحققت أكبر نجاح ممكن بعد هذا التاريخ مما جعله يكررها ويختتم بها حفلاته-، الونّة، مرحبا بك، على البال، يا من يراعيني).
أول فنان عربي يصدر خمس ألبومات مباشرة وفي وقت واحد كان التنافس خلالها ما بين هذه الألبومات الخمس، وكان الفنانون الآخرون يتنافسون فيما بينهم بجديدهم فيما تبقى من عام 1997م و 1998م، وانتهز محمد عبده فرصة إقامته في لندن وقدم ألبومين لشعبيات وهي (شعبيات رقم 9 بعنوان دعاني الشوق) و(شعبيات رقم 8 بعنوان سايق الخير)، وطرح هذان الألبومان بالإضافة إلى الخمس ألبومات للحفلة، وكافة الأغاني جاءت مصورة عبر مركز تلفزيون الشرق الأوسط MBC، وبعدها قامت العديد من القنوات الفضائية ببث أغاني الحفل بعد التنسيق مع مركز تلفزيون الشرق الأوسط، لذلك استغنى فنان العرب عن تصوير الأغاني في سابقة رائعة جاءت لتوضح مقدار الفارق ما بين الثرى والثريا.
وفي صيف 1998م شارك محمد عبده في حفل مهرجان أبها وقدّم ثلاث ألبومات لهذا الحفل وبعد ذلك قام بتلحين أوبريت مهرجان الجنادرية رقم 14 بعنوان (فارس التوحيد) الذي جاء بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة، وكان قبلها قد شارك في حفل في دولة البحرين ضمن حفلات شبكة أوربيت السنوية واستمر نشاط الحفلات في كل مكان، وطرح ألبوما يحمل اسم (جديد سعود بن عبد الله) يحتوي على أربع أغنيات (العنا، مرت سنة، بسافر، شمس الليل)، ثم ثلاث ألبومات لحفل أبها 1999م، جدد خلالها أغنيتين قديمتين وهي (لي ثلاث أيام، وأشوفك كل يوم) والتي قدمها لأول مره عام 1971م، وبعد غنائها في حفلة أبها دخلت سباق الأغاني واكتسحت العديد من أغاني الفنانين الآخرين رغم أن عمر الأغنية تجاوز الثمانية وعشرين عاما!
وقام بتجديد أغنية (لا وربي) وكانت من ضمن الأغاني التي قدمها عام 1971م، وقام بتجديد أغاني عديدة أيضا مثل (ساري، ألفين هلا، سيد الغنادير، المعازيم، ليلة خميس، وغيرها).
وبعد انتهاء عيد الفطر لعام 1420هـ فاجأ محمد عبده الجمهور والمتابعين بمفاجأة المفاجآت ألا وهو ألبوم (مجموعة إنسان)، كلمات لمختلف بل لكبار الشعراء (أمير النبطي خالد الفيصل، بدر بن عبد المحسن، سعود بن محمد، د. غازي القصيبي، الفريق أسعد عبد الكريم)، ألبوما ضم ست أغنيات، وانطلق بعدها إلى الكويت ليقيم حفلا بمناسبة مهرجان هلا فبراير 2000م وطرح ألبومين لها، وكانت أغنية (يا ناعس الجفن) من ضمن الأغنيات التي يتساءل عنها الجمهور دائما.
وعودة للشعبيات والآن مع رقم (7) ألبوم يحمل اسم (يماني حجاز - يماني خليجي)، وبه أغاني تراثية رائعة مثل (يا مستجيب للداعي - مال غصن الذهب - سكان الحما)، وشهدت هذه الفترة أنشطة وطنية مختلفة والمشاركة في حفلات ومهرجانات مختلفة في كل مكان داخل وخارج العالم العربي، حتى جاء مهرجان جدة 2000م، ومشروع أغنية ناجح بكل المقاييس تحمل اسم (بنت النور) من كلمات الأمير فيصل بن تركي وألحان الملحن الرائع ناصر الصالح، وأعاد خلال ذلك الحفل أغنية شفت خلّي بعد مرور 26 عاما على أول طرح لها، علما بأن محمد عبده طرح ألبوما يحمل اسم بنت النور وحقق هذا الألبوم أرقاما فلكية في التوزيع.
وانتقالا إلى جدة 2001م، وبعد مجموعة إنسان تأتي (شبيه الريح)، ومن كلمات عبد الرحمن بن مساعد وألحان صادق الشاعر، مع تجديد للقديم مثل غنى الحمام، يا حبيبي آنستنا وهي كانت أول ثمرة تعاون بين محمد عبده والملحن سراج عمر في عام 1971م، لذلك أصبح قديم محمد عبده يتنافس مع جديده، والجمهور هو الفائز بالاستماع لروائع فنان العرب، لكن بعد كل هذا الاستعراض ماذا عن الجديد؟
قدم فنان العرب في حفلات جده 2002 جديده مع ناصر الصالح بعنوان (أعترف لك) التي أصبحت مطلبا جماهيريا من وقت نزولها مع عدة أغاني في شريط خاص بالحفلة.
أهدى فنان العرب للوطن ألبومين بمناسبة مرور عشرين عام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- مقاليد الحكم وقدّمه مع مجموعة من صحف الوطن.
بعد ذلك قدم فنان العرب ألبوم مذهلة حمل العديد من الأغاني ذات النسق المتطور حيث صرح حينها بأن الألبوم يعبّر عن نقله نوعيّة لفنان العرب.
أضاف فنان العرب الكثير للمستمع العربي من خلال رحلاته في بلاد العرب والعجم لإحياء الفرح ونقل الموروث لكل أنحاء المعمورة.
مثل ما شارك فنان العرب الوطن في أفراحه يشاركه الآن همومه ومشاكله ووقفته ضد من يعبث بأمنه وقدّم عملا مشتركا مع زملائه الفنانين، وعملا منفرد تواجد به شامخا ليثبت أن للوطن معه قصه لا تنتهي.
قدم فنان العرب ألبوما كاملا من الحان محمد شفيق يحمل عنوان علمتها، كان فيه الحديث عن غياب الأغاني المكبلهة عن الألبوم مسموعا ليطرح بعد ذلك في حفلات جده وأبها (كوكب الأرض)، التي قدمها كما لم يقدمها أحد، حيث برهن من خلال تقديمه لها بأنه فنان الوطن الأوحد.
مع وجود الصدى الواسع لألبومه علمتها طرح فنان العرب حفلات جده في شريطين حمل إحداهما (فوق هام السحب وكوكب الأرض) ليزيد اليقين باليقين أن الوطن أولا بالنسبة لفنان الوطن.
غادر فنان العرب الوطن متجها إلى اليمن السعيد للمشاركة في عيد الوحدة الوطنية، وأقام هناك ثلاث حفلات، تخللها زيارة للرئيس اليمني الذي قلده وسام الدولة، وكانت تلك الرحلة إضافة جديرة بالذكر لفنان العرب.
تعاقد فنان العرب مع الشركة الرائدة حاليا في مجال صناعة المغنى وصياغة الطرب روتانا بعقد يمتد لخمس سنوات، قيل أن فنان العرب تقاضى بموجبه 15 مليون ريال.
بقي فنان العرب حاضرا بقديمه وجديده على الساحة وحيدا مغردا منشدا، ولإحساسه بواجب إمتاع المستمع حضر لكواليس حفل جده 2005 حاملا معه الأماكن.
قدم فنان العرب أجمل ما يقدم في حفلات جده 2005 حيث أنشد كالمعتاد للوطن الذي تمثل في مدينة جده حيث قدم لها عملا بعنوان (العروس) ووصف العمل قبل أن يؤديه بأنه عمل احترافي، وكان بالفعل كما قال وأكثر من جميع النواحي، ولم يترك فنان العرب للجمهور فرصة الخروج من الفرح ليباغت الجميع بالأماكن هذا العمل الذي أضاف الكثير لفنان العرب حيث وصل في نقاط البيع إلى أرقام فلكية واستحقت المكوث لسنتين في قمة ترتيب الأغاني العربية، ونال فنان العرب العديد من الجوائز في مختلف وسائل الإعلام نتيجة حضور الأماكن القوي في أذن المستمع العربي.