توفي الممثل والمخرج الاميركي دنيس هوبر عن 74 سنة بعد معاناة مع السرطان في منزله في لوس انجليس التي شهدت انطلاق شهرته في فيلم «ايزي رايدر» مجسداً فيه صورة اميركا المتمردة.
وقال سام مايديو مدير اعمال هوبر في بيان: «توفي دنيس هوبر من مضاعفات ناجمة عن سرطان البروستات في مرحلته النهائية».
ولم تشكل هذه الوفاة مفاجأة إذ إن مايديو كشف في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي عن مرض هوبر.
وكان الظهور العلني الاخير لهوبر في 26 اذار (مارس) الماضي لمناسبة وضع نجمة تحمل اسمه على رصيف الفن في هوليوود، وبدا هزيلاً وضعيفاً جداً وقتها في صورة مناقضة تماماً للمتمرد الذي جسده في فيلم «ايزي رايدر» الى جانب بيتر فوندا الذي قال في حديث الى موقع متخصص في شؤون المشاهير: «دنيس جعلني اكتشف عالم فن البوب والافلام المنسية، لقد جبنا طرقات اميركا وغيرنا طريقة صنع الافلام في هوليوود، كنت محظوظاً لأني تمكنت من مشاركته الصداقة والاهتمامات».
وفي فيلم «ايزي رايدر» يجسد هوبر وفوندا دور شابين اميركيين من الهيبي ينطلقان في رحلة عبر انحاء اميركا على متن دراجتيهما الناريتين من جنوب كاليفورنيا ويصادفان في طريقهما الى نيو اورلينز نماذج عن اميركيين محافظين جداً يرفضون تمردهما، وآخرين يحاولون ايجاد اسلوب حياة بديل. وقد رشح الفيلم لجائزتي اوسكار.
ونظمت غرفة التجارة في هوليوود مراسم تكريم وداعية لهوبر ووضعت الزهور امام النجمة التي تحمل اسمه على رصيف الفن.
والى جانب دور سائق الدراجة النارية المهووس بالمخدرات في فيلم «ايزي رايدر»، طبع هوبر صورته كمتمرد دائم ومخالف للتيار السائد في هوليوود.
وفي هوليوود التي تشكل الى حد كبير معقلاً للديموقراطيين، كان هوبر يعلن ولاءه للجمهوريين، الا انه انتقل الى الضفة الاخرى مع اعلان الرئيس باراك اوباما ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2008، كما كان مختلفاً ايضاً في اختيار افلامه.
وفي سبعينات القرن الماضي انغمس في عالم الكحول والمخدرات، وفي ذروة هذه الفترة المضطربة أدى دور مصور مصاب بالهلوسة في «ابوكاليبس ناو» لفرانسيس فورد كوبولا (1979).
ومثّل ايضاً في فيلم «جوني غيتار» (1954) و «ريبيل ويزاوت اي كوز» (1955) لنيكولاس راي، و «ايزي رايدر» (1969) و «دير اميريكانيش فرووند» لفيم فانديرز (1977) و «بلو فيلفيت» لديفيد لينش (1986) وسواها.
وكان هوبر بدأ معاملات الطلاق من زوجته فيكتوريا في كانون الثاني (يناير) الماضي بعد اربع عشرة سنة من الزواج، وله ابنة في السابعة. ومنذ فترة ألزمه قاضٍ في لوس انجليس بدفع نفقة شهرية من 12 الف دولار لزوجته وابنته.
ولم يحضر هوبر الجلسة لأسباب صحية. واعلن محاميه ان وزنه لا يتجاوز 45 كيلوغراماً.
وفي الظهور العلني الاخير له، بدا هوبر كمن يودع العالم، اذ قال: «كل الذين دعوتهم اليوم والذين لم ادعهم ايضاً اغنوا حياتي في شكل كبير