بيتهوفن هو واحد من أشهر المؤلفين الموسيقيين الذين عرفهم التاريخ، استطاع أن ينبغ في هذا الفن الراقي فقدم للعالم أشهر السيمفونيات التي مازالت أصابع العازفين ترددها إلى الآن، وظلت هذه السيمفونيات باقية لتشهد على مدى الإبداع الذي تميز به هذا الفنان العظيم.
عزفت سيمفونيته التاسعة أو "السيمفونية الكورالية" كما يطلق عليها أحياناً لأول مرة في عام 1824م في فيينا وتعد من أشهر وأهم المؤلفات في الموسيقى الكلاسيكية وهي المقطوعة الموسيقية التي تمجد معاني الإنسانية والأخوة.
تبنى بيتهوفن الموسيقى الرومانسية الكلاسيكية فقدم العديد من الأعمال التي ميزته عن غيره، ويعتبر بيتهوفن أحد مؤسسي الموسيقى الرومانسية في القرن التاسع عشر، فهو ينتمي إلى الفترة الرومانسية الكلاسيكية في التاريخ الموسيقي، وحتى الآن يتهافت العديد من الناس من عشاق بيتهوفن على شراء مخطوطات نوتاته الموسيقية دافعين فيها مبالغ مالية ضخمة ،وخيالية من أجل اقتنائها.
النشأة
اسمه بالكامل لودفينج فان بيتهوفن ولد عام 1770م في مدينة بون بألمانيا، تعلم بيتهوفن العزف على الكمان والبيانو من والده الذي كان يعمل مغنياً، فكان لهذا الرجل الفضل في النشأة الموسيقية لبيتهوفن على الرغم من إدمانه للخمر، توفيت والدته وهو في السابعة عشر من عمره وكانت هذه هي أول المآسي في حياة بيتهوفن.
عشق بيتهوفن الموسيقى منذ صغره فاشتهر كعازف للبيانو وكمؤلف موسيقي متميز، فقدم العديد من الأعمال وهو مازال صغيراً.
الذهاب إلى فيينا
في عام 1789م قام حاكم بون بإرسال بيتهوفن إلى فيينا تلك المدينة التي كانت تتألق على الأنغام الموسيقية، وفي فيينا قام بيتهوفن بدراسة الموسيقى على يد أشهر الموسيقيين حيث تم ثقل موهبته الفنية بالدراسة، من معلميه نذكر هايدن، ساليري، شينك، وغيرهم العديد من الموسيقيين الذين اشتهروا في هذه الفترة، بعد ذلك أخذ بيتهوفن لنفسه طريقاً خاصاً به في مجال التأليف الموسيقي فتميزت موسيقاه عن غيره، وأصبح محط أنظار الكثيرين من عشاق الموسيقى وخاصة في الأوساط الأرستقراطية فنال إعجاب الأسرة الملكية وأصبح صديقاً لها وليس مجرد مؤلف موسيقي.
الموسيقى الصامتة
عانى بيتهوفن من مرض قد يبدو مألوف وعادي بالنسبة لغيره من الأشخاص ولكن له هو بالذات قد يعني الكثير فلقد أصيب بيتهوفن بالصمم، والكل طبعاً يدرك معنى أن يصاب مؤلف موسيقي بالصمم، وعلى الرغم من هذا فقد أبدع العديد من السيمفونيات وهو في هذه الحالة، هذه السيمفونيات التي فاقت في شهرتها جميع ما قام بتأليفه من قبل.
بدأ هذا المرض في التسلل له عندما أصيب بصمم بسيط في عام 1802م وأخذ هذا الصمم في التزايد تدريجياً الأمر الذي أدى به للانسحاب عن العزف في الحفلات العامة، وفرض على نفسه العزلة بعيداً عن الناس ولكن على الرغم من هذا لم يتوقف عن التأليف الموسيقى حيث قدم اثنان من أشهر سيمفونياته في مرحلة صممه هذه وهما السيمفونية الخامسة والتاسعة.
وعلى الرغم من شدة تألم بيتهوفن لكونه لا يستطع سماع ما يقوم بتأليفه هو أو حتى غيره من الموسيقيين إلا أن الفن هو الذي كان يدفعه دائماً من أجل أن يقدم المزيد من المقطوعات الجميلة بالإضافة إلى أنه كان الحافز الذي يدفعه للاستمرار في الحياة.
أعماله
قدم بيتهوفن على مدار حياته عدد من السيمفونيات الرائعة والتي ظلت خالدة إلى الآن، تضم مؤلفات بيتهوفن للأوركسترا تسع سيمفونيات وهي الأعمال الموسيقية الكبرى، وخمس مقطوعات موسيقية على البيانو، ومقطوعة واحدة على الكمان، كما قام بتأليف العديد من المقطوعات الموسيقية المقدمة للأوبرا.
وتعد الفترة من عام 1800م وإلى عام 1815م هي من أكثر الفترات التي شهدت كثافة في الإنتاج الموسيقي لبيتهوفن ففي هذه الفترة قام بتأليف وكتابة سيمفونياته من الثانية إلى الثامنة بالإضافة لعدد كبير من المقطوعات الموسيقية المتميزة.
نهاية السيمفونية
أصيب بيتهوفن في نهاية عام 1826م بنزلة برد خطيرة تطورت إلى التهاب رئوي حاد، كما أصيب باستسقاء الأمر الذي أدى إلى تدهور حياته ووفاته في نهاية الأمر، رحل بيتهوفن ولكن مازالت سيمفونياته خالدة لتشهد على موسيقي عظيم قدم العديد من المؤلفات والمقطوعات الموسيقية الرائعة.