يستيقظ العشريني محمد ليجد نفسه وسط غرفة "غريبة" في عمان، خالية الا من بياض الجدران، بعيدا عن غرفته الأثيرة في منزله بإربد، لكنه يوم مختلف.. "فيه أمل"، يخرج عن سياق باقي الأيام التي عاشها ستة أعوام كاملة من الضياع والإدمان، كانت حولته من شاب يقظ نضر الى هزيل المظهر شارد الذهن والتركيز.
بعد نحو أسبوعين من دخوله مركز علاج المدمنين التابع لإدارة مكافحة المخدرات في عرجان بعمان للتعافي من إدمانه على الحبوب المخدرة. كانت حالته استقرت نسبيا مع العلاج، لكنه استذكر ألمه ومعاناته مع انقطاع الحبوب المخدرة عنه مع دخول المركز، الى درجة أنه، في طلبه للمخدر، لجأ، في ساعة الهلوسة التي تنهش دماغه، الى ابتلاع مفتاح الغرفة غير مكترث بأضرار ذلك! قبل ان يتم إنقاذه في المستشفى.
محمد هو واحد من مئات، وربما الآلاف من الشباب والشابات، ممن جروا وراء أوهام النشوة أو الهروب من الواقع أو البحث عن ثقة متوهمة بالنفس، عبر تعاطي الحبوب المهدئة والمخدرة، لينتهي بهم المطاف فريسة للإدمان والضياع والانحراف النفسي والاجتماعي.
إن تعاطي الحبوب المخدرة يشمل مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية. والفئات المنتجة في المجتمع الاردني، حسب دراسات رسمية، تعد من أكثر الفئات المقبلة على إدمان المخدرات، بما فيها الحبوب، لا سيما الفئة العمرية 18 - 45 عاما.
الكحول ثم الحبوب الأكثر انتشارا
وحسب هذه الدراسات فإن مادة الكحول تعد الأكثر انتشارا بين المدمنين الذكور، تليها الحبوب المخدرة فـ "الافيونيات" كالهيروين والمواد الطيارة، في حين تقبل الفتيات على الحبوب المخدرة، أكثر من إقبالهن على الكحول أو الهيروين. [/font]