سماء فاضت بينابيع الأسي ناحت
زانها الشوق دمعا ينهمر
علي هامش مكتب
قلم ملتحف بورقتين
يشرب فنجانا ساخنا من القهوة
يشكو لورقة بيضاء
شتاء للكلمات كان باردا
حد القسوة
وعلي الهامش الآخر
عاشق يتصبب عرقا
يتأمل دواة الحبر
يشكو لها نيران حب
كانت حارة
حد الجمر
واعجباه...
فصلان علي طاولة واحدة
جمع بينهما ربيع الأمل ذات يوم
والآن هاهو يفرق بينهما خريف الألم
شتاء للكلمات هنا وصيف للحب هناك
قلم مأمور هنا و عاشق مأسور هناك
ينفجر القلم باكيا
كل شيء كان ممكنا قبل أن نلتقي
وبعدما إلتقينا اصبح كل شيء مستحيل
بصراحة..
خيبت ظني يا صاحب الظل الطويل
أمضينا معا
ست وعشرون عاما من الكتابة
أو بالأحري
ست وعشرون عاما من الأقاويل
حصدنا منها واقعا بلا معني
وجمعنا فيها احلام بلا تأويل
أتعبني المسير معك يا ولدي
وأظنه حان وقت الرحيل
فشلت عاطفيا
فشلت فكريا
فشلت أدبيا
فاشل أنت بكل اللغات
لن تلمسن يدك مرة أخري
أفضل سلة المهملات
وقبل أن أرحل
هل أخبرتهم بأنك لا تفرق بين الفعل و الفاعل
هل أخبرتهم بأنك تبحث في كتاباتك عن صديق يقول لك أنت رائع
هل أخبرتهم أنك تنتظر منهم كلمة شكر
تصنع بها أملا لتعيش به يوما آخر
هل أخبرتهم أنك تبحث عن طفولة ضيعها الكبر
هل أخبرتهم أن مدينتك كلها تعشقك وأنت تكره نفسك
هل أخبرتهم أنه من الممكن ان تكون لصا أدبيا وأنت لا تعلم
هل... وألف هل
إبحث لك عن عبد آخر
فمارتن لوثر كلمة حررني هذا العام
سنلتقي مرة أخري ربما في ألم آخر
علي شاطئ قصيدة أخري
وداعا