على شرفة الزمن انتظر عودة الراحلين
أولئك الذين غادروا ذات مساء دون وداع..
انتظر التائهين خلف سور الذاكرة
المتخفين بجلابيب النسيان السوداء هربا من عيوني..
لكني رغم هذا مازلت قادرة على رؤيتهم و سماع أصواتهم و هم يصرخون..
هل هم حقا يصرخون أم أنني واهمة !
افترض أنهم تعساء من دوني..
و أنهم سيعودون إلي لامحالة لأرش عليهم ملح السعادة..
أنا التي في الحقيقة لا املك ذرة سعادة..
لماذا ادعي كل هذا..
ادعي أنهم اجبروا على الرحيل رغم أنهم اختاروه..
ادعي أنهم لا يملكون الوقت للاتصال بي..للسؤال عن من خلفوها تبكي على الأطلال..
عن من زرعوها في جحيم الانتظار..
ربما يتاكلهم الفراغ..و لكنهم لا يذكرون من عاشت تتذكرهم..
الكل في مدينتي يحلم بالرحيل منها..إلا أنا !
أقول أني أحبها..أقول أنها رائعة الجمال..
ففي عرفي "أجمل الأشياء ابسطها"
لكنهم ينفجرون ضاحكين..أي جمال هذا الذي ترين ?!!!
مازلت انتظر أن تزهر الغربة داخلهم شيئا من الحنين..
فيعودون
ليمسحوا عن عيوني دمع السنين..
انتظر..