لمن يعانون من مشاكل قلبية أو أمراض باطنية!!! في هذه المره لن ننصح بعدم التدخين أو بعدم أكل اللّية والدهون ؛ بل ننصحكم بعدم مشاهدة أي حلقة من مسلسل محلي لأنها قادرة على إحداث عارض صحي بمجرد سماع حوار حتى ولو كان مؤلفا من جملة واحده؛ لأن ذلك سيشعرك على الأقل بهبوط أو ارتفاع للضغط أو بحالة مغص شديدة لما تراه وتسمعه من جمل بالية باهتة تخلو من جديّة الحوار أو ملامح التعبير. إن لمسلسلاتنا طابع تقليدي وقصة إن تبدلت تغيّرت ملامح الدراما المحليّه، ولكن أين تكمن المشكله؟ في الممثلين؟ في المؤلفين؟ أو في المخرجين؟
أنا برأيي أرى أن المشكله تكمن في هؤلاء جميعهم؛ فالنسبة للمثلين فلا يوجد منهم "واحد عليه العين" أو تقول "يا حرْ قلبي عليه" اللهم ممثل واحد فقط ولربما انتم تعرفونه؛ لأنّ معظمهم تظهر على وجوههم نفس الملامح في جميع المناسبات والأحداث؛ سواءا في حالة الغضب أو الهدوء، في الحزن والسرور؛ وكأنّ التمثيل الحقيقيّ لا يكمن إلاّ في "رشة الميّ" على العيون في حالة الحزن وبدون أي تعبير آخر، ترى الممثل أو الممثله تصدر صوت التنهيد والبكاء وملامحها تدلّ على أنها تجرّب السيناريو لا أكثر، بينما في حالة الفرح ترى التصنّع بادٍ بشكل واضح وجليّ وأن حرارة اللقاء فيه تحت الصفر، عدا عن أنّ الممثل يستخدم نفس طريقة الكلام في كل المسلسلات التي يحصل فيها على دور سواءا كان شريرا أو خيّرا، فقيرا أو غنيّا، حزينا أو فرحا.
يا جماعة الخير!!! بعد كلّ هذه الإنتقادات للمثّلين أنا لا ألقي باللوم عليهم؛ فأنا أراهن بأن من يحترف مهنة التمثيل لن يجد ثمن "الخبزات لأولاده" فالأتعاب التي يتقاضونها على الدور لا تكفي لسداد جزء بسيط من الديون المترتبة عليه لدرجة أن بعضا من الممثلين يتعرضون لفصل التيار الكهربائي عن منازلهم لما يترتب عليهم من فواتير مستحقة لم تدفع؛ فكيف سيكون له مزاج للتمثيل "وهموم الدنيا راكبيته" عدا عن أنّ هناك أسباب تعزى للمدارس والمعاهد التي تلقّوا فيها ثقافتهم الفنيّة.
أما بالنسبة للمؤلفين فقد آن الأوان للتغيير المحاور الأربعة لقصة المسلسل الأردني، فليس هناك بدٌّ من وجود "بيك يسيطر على أراضي القرية" أو تاجر جشع كل صفقاته مشبوهة إمّا بالمعلّبات أو اللحوم الفاسدة ثمّ كيف لشخص " بدوّر ذبّاح أبوه" أن يقوم بالبحث عن القاتل في صحراء واسعة شاسعة لا يعرف فيها الشرق من الغرب وهذا هو المحور الثالث، أمّا بالنسبة إلى الرابع فيا ويلي إذا كان المسلسل بوليسي؛ فإنك ستسمع كلمة "الحقيقة" في كل جملة من السيناريو، عدا عن الكلام بالفصحى "اللي بفقع المراره" إلاّ إذا كان المؤلفون يستخفون بعقل المشاهد الأردني ويرون فيه المشاهد التنبل الذي لا يملك القدرة على التحديد إن كان المسلسل يستحق المتابعة أم لا. أريد أن اسأل سؤالا واحدا للمؤلفين المحليين وأتمنّى أن يصل إليهم؛ هل أنتم راضون كلّ الرضى عمّا تقدموه للمشاهد والدراما الأردنية؟ إن كان نعم؛ فأنتم إذا لا تستحقون أن تمارسوا هذه "الهواية" لأنكم ما زلتم في مرحلة الحضانة ولن تتجاوزوها، أما إذا كان الجواب لا فعليكم أيضا ألاّ تشغلوا أنفسكم بما لستم أهلا به.
ولا ننسى المخرجين كمتممين لعملية تنبلة المشاهد الأردني؛ إذ أشعر في بعض الأوقات أن "ثلاث أرباع" ممثلين المسلسل قد حصلوا على دور "بالواسطة" وليس بالجدارة. من أول حلقة تعرف الممثل من شكله أنه لم يقم بالتمثيل سابقا وأنّه ما زال بحاجة إلى "فت خبز كثير" ليتقن الدور أو على الأقل لتتناسب إيماءات جسده ووجهه مع كلامه. لماذا لا يقوم المخرج بإختيار ممثلين قادرين على أداء الأدوار دون الإكتراث بصلة القرابة أو المعزّة أو كبر الواسطة؟؟؟ ثمّ لماذا يقبل المخرج المحلّي بإخراج أي عمل يعرض عليه؟؟؟ من قلّة القصص ولاّ من الطفر ولاّ بس لقضاء وقت الفراغ؟؟؟
إرحمونا !!!