عذاب وخوف.. ورقابة مشددة
الطلاق.. معدلات ترتفع.. ومعاناة تستمر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"مها" طلقت قبل عدة اعوام الا ان معاناتها كمطلقة ما زالت مستمرة وتصفها ب¯ "العذاب", وتقول " لا استطيع ان اعيش كما كنت بنتا في منزل والدي.. اعيش الان عند زوجة اب.. وفي عذاب وخوف مستمر.. فزوجة والدي تتحكم بكل شيء في حياتي فلا تسمح لي بفتح الثلاجة او التحدث بالهاتف او حتى استخدام الكهرباء فانا مراقبة رغم اني اعيش في منزل والدي.. لو كانت امي لكانت تحملت وضعي كمطلقة".
وتتناول مها معاناتها "حتى صاحب العمل عندما يعلم اني مطلقة فان نظرته تتغير على الرغم من ان المجتمع لا يعامل الرجل بمثل هذه النظرة..لكن لماذا ينظر لنا نحن المطلقات بهذه الطريقة السنا بشرا.. نظرة المجتمع لا تتغير للمطلقة فالكل يلومها".
ويدق استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية د. حسين الخزاعي ناقوس الخطر بعد تنامي معدلات الطلاق في الاردن بمعدل زيادة سنوية تصل إلى 500 حالة. ففي عام 2007 سجلت 11793 حالة طلاق معلقا على ذلك بأن هذه المعدلات الرسمية اصبحت تشكل ظاهرة مقلقة يتطلب دراستها ومعالجتها والحد من تفاقمها من قبل الجهات المعنية..لكن ومع هذا فهل تغيرت نظرة المجتمع للمطلقة?
ويقول د. الخزاعي ان اتجاهات المجتمع تغيرت نحو النظرة إلى المطلقة خاصة وان المجتمع كان يحمل الزوجة مسؤولية الطلاق وان الزوجة عليها ان تتحمل الزوج مهما كانت سلوكياته وسلبياته والآن النظرة بدات تتغير كون المجتمع اصبح يراعي بان الزوجة ليست هي المسؤولة عن الطلاق بشكل مباشر وانما هي ضحية لزواج خاطئ غير منظم بشكل جيد وان ثقافة التحمل تولد مشكلات نفسية اجتماعية خطيرة في المجتمع.
ويكشف د الخزاعي عن تسجيل 6 الاف حالة زواج بين المطلقات وهذه تشكل ما نسبته 10% من حالات الزواج في الاردن البالغة 60 الف حالة سنويا وهذا يعني ان المطلقة تتزوج ولا تجد صعوبة في هذا الموضوع نظرا لتغير الاتجاه نحوها, وانها ليست هي السبب في الطلاق كما كان يراه المجتمع سابقا.
ويؤكد الخزاعي ان النظرة الايجابية للمطلقة ساهمت بها المرأة بشكل كبير في تغييرها بشكل فعال نظرا لانجازاتها التي حققتها بالمجتمع من التعليم والمشاركة في البرامج والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية التي اثبتت جدارتها