ظهرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة خطيرة أقل ما يُقال عنها أنّها من طبائع ''قوم لوط'' والعياذ بالله، تفشّت بين الشباب والشابات باعتبارها موضة جديدة، الأمر الّذي يحتم على خبراء الاجتماع دراستها والبحث عن أسباب انتشارها وازديادها والحلول الممكنة لتقليص انتشارها. وهي ظاهرة يدمي لها القلب دمًا وتسقط كلمات الخجل والأسى لمشاهدة مناظر تخدش الحياء للنّاظر فيها، فما بال الّذي يرتدي ملابس مشينة لأخلاقنا الفاضلة.
إنّ إنزال السروال إلى ما يُقارب عظام الحوض وكشف ما تحته هي صفة الشباب الشاذين في قوم لوط ممّن يُفْعَل بِهم الفاحشة.
إنّ بعض الشباب هداهم الله شيّنوا سمعة أخلاق الإسلام بمثل هذه الملابس، حتّى أنّ الكثيرين يتساءلون: كيف يتجرّأ المسلم على ارتداء ملابس تنكشف عورته أمام النّاس وبدون خجل ويجاهر بها فعلاً في البيت والشارع والمدرسة والجامعة و...، و''إذا لَم تستحِ فافعَل ما شئت''.
وعلى الرغم من انتشارها الواسع بين الشباب إلاّ أنّهم لا يعرفون معناها ولا حتّى مصدرها، وهي الموضة المستوردة من الغرب الّتي ابتدعها مُصمِّم أزياء أوروبي معروف صاحبه بالشذوذ الجنسي، وقد قُتِل من صديق له بسبب شذوذه.
فالكثير من شبابنا يظن أنّ الّذي يفعلونه هو الحضارة الّتي لا نملكها، ولكن هيهات بين حضارة الغرب الّتي تبيع الأجساد بأثمان بخسة وتزرع أبشع صور السقوط في الرذائل والانحطاط إلى البهيمية وبين حضارة الشرق الّتي تنادي بفضائل الأخلاق.
لقد نهانا نبيّنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم عن تقليد الغرب حيث قال: ''لتتبعن سنَن مَن كان قبلَكُم، حذو القذة بالقذة، شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتّى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه، وحتّى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍ لدخلتموه'' قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصار؟ قال: ''فمَن إذن''؟.
أدعو شبابنا إلى الالتزام بفضائل الأخلاق لأنّها من المنجيات الموصلة إلى السعادة والفوز برضوان الله تعالى، ويجب على كل عاقل أن يجتهد في اكتساب فضائل الأخلاق.
كما أنّ التخلي عن مساوئ الأخلاق والتحلي بمعاليها من أوجب الواجبات، باعتبارها الجانب العملي للعبادات، والأثر الطبيعي الّذي تحدثه العبادة والتدين في سلوك الإنسان، لأنّ النّاس لا يرون من الإنسان عبادته وعلاقته مع الله عزّ وجلّ، وإنّما المهم بالنسبة لهم أن يجدوا في ذلك الإنسان المتدين، الملتزم بالعبادات، أخلاقًا موازية لتدينه، والتزامه في حقِّ ربّه. فالعبادة هي العلاقة بين العبد وربّه، والخُلُقُ هو العلاقة بين العبد وبين النّاس.