عروبتى
إنى راحلٌ ياسيدتى
إنى راحلٌ عن العيونِ والأهدابِ
سأنساكِ وأنسى أَنى عَرَفتكِ يوماً
وأُغلق خلفىَّ كلَّ الابوابِ
لن أعرفكِ ثانيةً
سأكفرُ بالأزلام والأنصابِِِِِِِِِ
سأهجرُ كلَ الطرقِِِِِِِِِِِِ المؤديةِ اليكِ
فقد ضقتُ ذرعاً بالأعتابِِ
سأجمع كلَ أشيائى وحاجاتى
وألملم بقايا قبور
وأهرب منكِِ لأُنقذَ ذاتى
سأجمع من على خديك وشفتيك
كل ماأهديتكِ من قبلاتى
ومن على سريرك وقصرك الاسود
وحديقتك وأسوارك سأقتلع نزواتى
كنتُ أتمرغ على صدرك وفى أحضانك
كنتُ أشعر أنك مولاتى
كنتُ أصلى فى محرابك
لكنكِِِ اغتلت صلاتى
كنت أكتب لكِ أشعاراً
وأرسمك آمالاً
فانتزعت أقلامي وفرشاتى
كنت أزرعك أزهاراً وارويكِ حباً
فحطمت أدواتى
مازلت أُضيئ لك أنواراً عبر الليل
فكسرت سيدتى مِشكاتى
ايها الأمل الغائب
كيف ستاتى لتحيي مجدداً حياتى
ياعروبتى الغائبة ياسر الكون
أناديك من كل مكان فأسمعى
أناتى