ذابت الشموع..وذبلت الورود..
وجفت الكؤوس..وتوارت النجوم
وأنا مازلت أرقب بعيناى الطريق..
ذلك الطريق الذى طالما عشقته.. فهوشريان الحياة الذى يصل الدم بين قلبينا..
نعم..لا تستغرب ..فكم من مرة تسامرت معه
وحاكيته عن شوقي اليك
...
فحملك اليّ على أجنحة الشوق بين ساعديه وأتى بك اليّ متلهفا
...
اليوم ابتلع صوت خطواتك ..وأخذك بعيدا عن عيناى
..
ولكنك عن قلبي لم تغب ..فأنت كل كيانه..
طال انتظارى وأحسست ببرودة لم أعهدها تسرى في أوصالي ..فضممت عليّ ملابسي حتى أحس الدفء قليلا ..
ولكنما ...دون فائدة .
ملت برأسي على كفي..وبللت دموعي وجنتاى ..
وتبلل معها شريط ذكرياتنا معا..فلاحت أمامي مشاهده مشوّشة
باردة ...بعد أن غادرتها أنفاسنا الدافئة ..
وأنا في غمرة أحزاني ..
اذا بقلبي الصغير.. الكبير بحبه وحنينه اليك ..
يهمس اليّ..
لا تجزعي..
شاء أم لم يشأ ..سألاحقه أينما ذهب..
في كل مكان بالكون.. سأكون معه..
شاء أم لم يشأ
في الليالي الباردة سأدفئه..وان قست أيامه عليه سأحتضنه..
سأكون اشراقة وجهه وبسمة ثغره..
شاء أم لم يشأ
سارافقه..
تبسمت واعتدلت وأحسست بالدفء يسرى في أوصالي ..
كم طالت الليالي عليّ في بعده
..
ومازلت أرقب الطريق ..وأبثه شوقي اليه
وكلي أمل أنه لن ينساني
وسيحمله اليّ كما عودني دائما..
حتى تلك الليلة التي أبدا لن أنساها .....
أطللت فيها على الطريق ..
فاذا بضوء القمر يحتضنه بأشجاره..فيعكس عليه
منظر خلاب ساحر لم أحسه ولم أشهده من قبل طيلة غيابه..
وانتبهت لوقع خطوات من بعيد ..الصوت يقترب..
قلبي ..مابك ؟!! ..
خفقاتك تكاد تحطم ضلوعي وتتمرد عليها لتقفز خارج أسوارها..
الآن فقط أدركت السبب !!
انها ..انها وقع خطواته.. ذلك اللحن الذى تعشقه أذناى وطالما انتظرته