أخبر ذلك البلبل، المقهور...
أن أغرودته...
التي تَحَرﱠشَ بها الشيطان...
وأصحاب القلوب الفاجرة...
لازالت، تُنْشَدُ في كل مكان...
وتتغنى بها أفواه طاهرة...
**********
أخبر ذلك البيت، المهجور...
أن أنشودته...
التي حَرﱠفَها خُبْث الإنسان...
وأصحاب العقول الماكرة...
لا زالت تنْطَقُ بكل لسان...
وتُحْفَظُ في كل ذاكرة...
**********
أخبر ذلك الدم، المهدور...
أن فصيلته،
التي لَقحتْها سموم الحَيْران...
تحت ظروف قاهرة...
لازالت تصنع الألحان...
ولم تعد حائرة...
**********
أخبر ذلك الذراع، المبتور...
أن أنامله...
التي قيدتها دموع الأحزان...
والصيحات الكاسرة...
لازالت تعزف بإتقان...
ألحانا بالغيظ فائرة
**********
بين ليلة ونهار،
شاءت الأقدار..
أن تهطل الأمطار..
بالأحجار والنيران...
**********
سالت الأنهار...
غمرت المياه الدار...
شاعت الأخبار...
بين الإخوة والجيران...
**********
حطمت الجدار...
شيدت الحصار...
دكت كل الأسوار
وحتى الاسم المستعار...
باسم الأمن يُدان
**********
سهدت الوسادة...
جُرفت السجادة...
قتلت السعادة...
فأخطأ الميزان...
**********
صعدت السيادة...
إلى موقع القيادة...
أعلنت الولادة...
فهاج النهر والوديان...
**********
تحالف الذئب،
والعنزة الحلوب
اتحد الإرب،
وافْتَضَحَ الكَذوب...
واغتيل البيان
*********
يصل صداك كياني..
فيحرك وجداني..
وينعش فطرتي... القومية..
من بعيد، يا بطل....
أسمع أعذب المزامير...
كلما حل بك بأس...
تنهق الحمير....
بدون نظم... أو قافية..
لولا ذلك الأمل البعيد...
لما أتمت العجوز تسابيحها...
لولا ذلك الحلم السعيد...
لما لجأ جريح الغاب،
لزهر الزيزفون....
يلتمس الشفاء...
أبشر، أيها البطل...
لم يعد ذاك اليوم... ببعيد..
فسوف تمطر السماء..
حبا وصفاء..
وتخضرﱡ الدالية...
سينبض الليل.. بالوتر..
ويحمل النهر أكاليل الزهر...
وتمسي المياه.. جارية..
أعرف قلوبا جريحة..
تبتسم من تحت الأحزان...
وتمسح دموعها .. بالأحلام...
تسلحت بالأمل...
استعذبت أنين الأشجان...
ورقصت لصيحة الشهداء