إنه طــفل عــمره لم يتجـاوز سبـعة سنوات، مـثل جميع أمثاله له طـموحاته و أحـلامه، لا يبالي
بما يــدور حـــوله، كل هــمه أن يكون رجــل مثالي مستـقبلا.. عاش طفولة سعيدة و جمعته الأيام
بصــديقة، أخت أو حبيـبة ! هـو من سماهــا هكذا لأنها جمــعت معه بين الـثلاث. لعبا معا، و كبرا
مـــعا، تــقاسما الفرح و القرح كما تقاسما الـــحب والمودة، كان القلب واحد و الروح واحدة، رسما
فـــي قلبيهما مســتقبل كبير، تمنته زوجــا و ســـنها لا يتعدى السابعة ! و تمناها حبيبة وهو يجهل
معنى كلــــــمة الحب ! زادت العلاقـــة ودّ و طيبة ولكن... مرّت الطـــفولة فغطت الـبراءة و
تــــــــحول القريب إلى بعــــيد و الحبيب إلى صديق و الصديق إلى شخص ليس من حقك حتى
أن تلقي عليه التحية، بررا هذا بالخــجل و أجـــمعا على أن الـــقدر هو من اخـتار،، تبادلا النظرات
طــيلة الســنين ، واكتفيا بتذكر الـماضي و بتمني رجوعه فكان من الصعب علــــيهما الجهور بحبهم
ا والأصــــعب أن كـــــل واحد كان يــنتظر إشارة من الآخر... كل هذا زاد من بعدهما فهي ولجماله
ا كانــت محل أطــــماع الكثيرين، فـــضرّ قلبه صديق له، أعجب بها و أقترب منها، فسارع المتحدث
و بعث برســــــالة العاشق الولهان، طلب الــــعفو و تمنى الرجوع، ربما لم يكن في مستوى المقام
و لـــــكن العاشق لا يلام، و الــــــحب على العاشق مقدر، إنتظر الرد لكن لم ترد، و لماذا لم ترد ؟
و كيف كانـــت سترد؟ حتى و إن ردت فماذا ستـــقول ؟ و من ستخـــتار؟ ... اختارت الثاني فقـتلت
الأول وجـــــــعلت منه حبــيب الجميع ! لم يـــترك فتاة لم يقترب منها و لم يترك في نفسه فرصة
للرجوع إليها، كم كان صـــعبا أن يـــحكي له صدــيقه ما يــجري بينهما و كم كان سهل عليها قبول
طلبه ليـــــــكون مع صديقتها ! فعل هذا بـحثا عن ما فــــــقده في الأولى و فعلت هذا لأسباب
مجهولة.. مرت السنين، حاولت أن تقترب منه ! وشـــاءت الأقـــــدار أن يلتقيا صدفة، تكلما طويلا
لامها على ما فـــعلت و أقــنعته على ما أقدمت، أحيت فيه حبا ظنه مات، وغيرت فيه كل ما فات، ضحت
و فـــعلت كل شيء من أجله و أعطـــته درسا في الحب و والوفاء، تخلت على من أحبت قبله و أقسمت
على أن تـــكون له وحده، عذبها و لم يـــــــكن كما تريده خوفا منه على أن يفقدها مرة أخرى، طلب
الفراق في أكــــثر من مناسبة و كانت أحسن مــنه كل ما حصل هذا، أرجعته في كل مرة و جعلته يؤمن
بما تحلم... هو الآن يحبها كما لم يـــــسبق لأحد أن حب مثله، و هيا تقسم على أنــــها أكثر من يحبه...
لا تخلو حياتهما من المشاكل ! فهنيئا لكي يا "مشاكل" أن تكوني شاهد على حب لم يمت يوما،،،،،،
.. To be continued