اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
avatar



الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة Empty
مُساهمةموضوع: الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة   الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة Icon-new-badge9/5/2010, 19:26

"حبيتك تنسيت النوم ويا خوفي تنساني، حابسني برات النوم وتاركني سهرانة"... تررم.. ترررم.. تدندن أغنيةً فيروزيةً بصوتها الملائكي، تتأرجح خطاها تواكب لحن الأغنية، تدور مرةً تلو المرة خلفها تحاول أن تتحسس إن كان أحدٌ ما يرقبُها أو يسمعُها أو يُنصتُ لدندناتها.. ورغم خشيتها تلك، إلا أنها لم تكن لتأبه إن سمعها أحدٌ أو لم يسمع، فقلبها الذي كان يُغنـِّي لا لسانها، وعقلها كان سارحًا لا عيونها.. ورئتاها كانتا ترفرفان عاليًا تتنفسان هواءً نقيًا.. أما أنفاسُها المرحة كانت حُبلى بالأمنيات، تُحاول أن تؤجل ولادتها التي كانت تتعجل خطاها.. لتحاول هي أن تتريث في كل شيء..



دنيا.. دنيا.. إنزلي الغذاء جاهز.. تناديها أختها الصغرى من الأسفل، ليصل صوتها لمسمع التائهة في بحرٍ فيروزيٍ عميقٍ.. تنفض من ملامحها سحرًا قد اعتلى مُحياها.. وتمسح من وجهها آثار رحلةٍ أخذتها لمكانٍ بعيدٍ، لا يصله غيرها. تتحسسُ طريقها، لتنزل على مهل، تلتحق بأفراد أسرتها لتناول الغذاء..

أثناء تناولها وأسرتها الطعام تسرحُ دنيا كثيرًا، تتحسسُ الكلام من حولها كثيرًا، فكل حرفٍ وكل كلمةٍ وكل جملةٍ تسمعها من أي أحد تخترق روحها، وتبني داخلها قصورًا عاليةً تكاد تصل عنان السحاب.. لذلك لطالما كان أهلها يحاولون أن يحسبوا لكلامهم ألف حساب قبل أن يتلفظوه..



كانت أشباه الغيرات تسبح بسمائها كثيرًا، رغم أنها لم تكن تـُبديها لأحد، فقد كانت تغار من أختها الصغرى كلما سمعتها وهي تشتكي من لون محفظتها الذي أضحى باهتًا وتريد تغييره بمحفظةٍ جديدةٍ، وبشكل تنورتها التي ملت من جسدها وأصبحت تريد غيرها.. كانت تتمنى لو أنّها حضت بمكانة أختها.. ستـُقسم أن لن تطلب شيئًا، بل ستتمسك بالمحفظة ولونها الباهت الذي ستستميت لترى لونه، وستعشق تنورتها مهما كان شكلها وكيفما كان، بل ستعشق أي شيء يقع عليه نظرها.. كانت ستحب أي شيء، وكل شيء، ولن تُسمعهم ململاتها، ولكن أنَّى لها ذلك؟؟



وعلى إثر ما يصل لمسامعها من أختها، ومن أخيها الأكبر أيضًا الذي أضحى يريد مصروفًا أكثر من السابق، فقد دخل الجامعة وزادت مصاريفه عن السابق.. وحتى ململات أختها الصغرى التي لم تدخل المدرسة بعد، وهي ترغب بدمية جديدة ولعب و...إلخ على إثر الكلمات التي تصل آذانها كانت الغيرة تتشكل شيئًا فشيئًا.. لكنها تصمت وتفتعل اللامبالاة وكأنها لم تسمع، أو أنها تسمع ولا تهتم..



لم يحاول أحدٌ أن ينتبه أنها تبني داخلها عالمًا شاسعًا من الأمنيات، وكونًا واسعًا من الرغبات.. تبقى جلها في الأحلام مكبلةً.. مكتوبٌ عليها الحبس المُجبر تحت وطأة الواقع الذي لا مفر منه.. وبين الفينة والأخرى يُسمع صوتها الرخيم وهي تطلبُ شيئًا من أختها، أو كوبًا من أخيها، أما والداها فكانا سابحين في دنيا الهموم والمشاكل لا ينتبهان لدقائق نفسية ابنتهما، ولا يراعيان أعمقاها التي كانت تئن في صمت..



أنهت دنيا غذاءها وصعدت لغرفتها كالعادة، لتطل من الشباك تمارس هوايتها المعتادة وتتصل بمراد لتمضي وإياه ساعاتٍ من الحديث الذي لا ينتهي.. كانت مفتونة من رأسها حتى أخمص قدميها، ذائبةً فيه، كما لم يحدث بحياتها.. لقد وصل مراد لكنهها، وأحب فيها إنسانيتها، بل إنه قد اكتشف فيها أمورًا لم تكن تعرفها هي نفسها عن ذاتها..



مضى على تعارفهما أكثر من شهر، وهي لا تزال تتحجج بالظروف المانعة لالتقائهما، وهو ينتظر لحظة اجتماعه بها على أحر من الجمر.. وكلما سمعت جملته المعتادة، ينفطر قلبها ولا تقوى على التقبل، حينما يُخبرها أنه سيحبها كيفما كان شكلها، سيعشقها وسيبقى كذلك، وإن أرادت فإنه سيأتي وأمه لخطبتها حتى قبل أن يراها.. ببساطة لقد أحبها ولن يتراجع مهما كان السبب.. كانت كلما سمعت إصراره الذي لم تشك لحظة في صدقه، كلما زادت آلامها، وازدادت السكاكين تخترق قلبها بقوة أكثر من سابقتها..



كيف لها أن تشرح له، وكيف لها أن تصف له حالها، بل كيف سيتقبل هو الحقيقة، وهل سيعتبره كذبًا، أم تلفيقًا، أم مداراةً للحقيقة؟؟ مهما كانت رؤيته ستصب كلها في سبيل واحد.. خسارة قلبه وحبه الذي أضحى هوائها وأملها الذي فتح لها لون وشكل حياةٍ ما رأتها يومًا، وما عرفت شكلها ولونها، ولم تحس سوى بما كان يمليه عليه خيالها الذي كان أشسع من الكون كله.



تنهي المكالمة، ترمي نفسها على السرير، تبحث في موبايلها عن أغنية عشوائية لتطربها فيروز: "أهواك.. أهواك بلا أمل، وعيونك تبسم لي... وورودك تغريني.. بشهيات القبل.."



تقف للحظة مدهوشةً كمن ارتد قلبه أو اهتزت نفسه، لتخاطب نفسها بصوت مرتفع: عليّ أن أخبره بالحقيقة !

غدًا سأخبره أن دنيا مكفوفة... نعم كفيفةٌ ولا تُبصِر.. وليكن ما يكون !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
remxx

remxx



الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة   الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة Icon-new-badge13/5/2010, 03:55

الله يعطيك العافيه على المجهود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غزل

غزل



الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة   الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة Icon-new-badge13/5/2010, 13:49

يعطيك العافيه قصه حلوه كتييير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
avatar



الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة   الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة Icon-new-badge13/5/2010, 14:53

الله يعافيك يا قلبي ريمكس

ونوورتي الموضوع يا غزل

ويا اهلا وسهلا بالجميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الـدنــيا ليـــســت أبـــدًا كــامــِلــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: قصص قصيرة-
انتقل الى: