لِي قمَرَانْ
الأوَّلُ ما يُرىَ فِي كبَدِ السماءِ
والأخَرُ طفْلَةٌ لامِعَةٌ
نصَّبْتُها قَمَرَ القلْبِ
أعْشَقُها بإدْمَانْ
لِي قمَرَانْ
لاَ تُجَادِلْ فِي كلامِي
فلسْتُ بذاكَ المغْرُورِ
ولا بِذاكَ السَّكْرَانْ
ليْسَتْ حرُوفٌ تَخْرُجُ
بترْتَرَةِ اللِّسَانْ
بلْ إنَّها حقِيقَةٌ فِي أصْلِهَا
تَسْري بشرِايِينِ الدمِّ والوِجْدَانْ
نعَمْ لِي قَمَرَانْ
أنثُرُ الحرْفَ و الأشْعَارَ فِيهمْ
وأعْزِفُ برُؤيَاهم نغمٌ وألْحانْ
لِي قمرانْ
بهمْ إكْتَفَيْتُ منْ نعيمْ
هما زادٌ وذهبٌ وجنَّهْ
وأنَا ذاكَ السُّلْطَانْ
لِي قمَرانْ
أحْبَبْتُ الجمالَ فيهمْ
وبثُّ أسِيرُ بالتقَةِ فِي وطَنِي
غيْرَ ذَاكَ الحيْرانْ
لِي قَمرانْ
أخْرَجَانِي منْ عُمُقِ القبُورِ
التِي حفَرْتُها بحُزْنِي
وحلَّقا بِي للعنانْ
حيْثُ الياسْمِينَ والرِّيْحَانْ
أقْبَعُ وأعيشْ ,
وأعشَقُ طفْلَتِي
حيثُ الأمآنِ وبالحنَانْ
لِي قَمَرانْ
هُما عشْقِي وعُمْري ووطنِي
وكُلُّ مَا أمْلُكْ
لاَ أسْتَغْنَىَ عنْهُمْ ولوْ بأعْظَمِ
الأثْمَانْ
كُنْتُ .. بلا عنْوانْ
والآنَ وجدْتُ ظالَّتِي ومسْكَنِي
وفِيهمْ
لقَيْتُ أجْمَلَ الأوْطَانْ
يَا رحْمن
زدْنِي منَ العُمْر الكثيرَ
لأعْشَقْ أعظَمُ مِنْ ذا العشْقِ ,
الوطنُ والحُلُمُ وطفْلتِي
وأحْمِي القمرانْ
لِي قمراَنْ
فِي أعْمَاقِ القلْبِ
أوْدَعتُ عِشْقَهُمْ وأعِيشُ بِهِ
وهُما منْ أعَادَا النظَرَ لِي
فِي الحَيَاةِ , وهُمْ للعَيْنِ أعْوَانْ