قبلة على شفتي حروفي ضائعة
تنهيدة ساكنة بين ضلوعي أنت يا خالدة
اشتياق مجنون للحظة لقاء واحدة
فيا سيدتي الصامتة
اقلعي عنك ثوب الكبرياء
اغسلي عروق دمائي من غيابك
لملمي حقائب السفر و ارميها تحت السير
لا سفر إلا السفر نحوك و اليك
كل المدن لا تشبع فيا حنين الرحيل
عيناك منفاي و زمني الجميل
فيا قهوتي الصباحية
ابشري بحضور تلك الفاتنة
تغني الفناجين وهي تستقبل شفتيك
تتراقص الملاعق وهي بالقرب من راحتيك
ترتاح الكراسي وعليه تعاتب ساعديك
عن الغياب
عن الرحيل
عن الاختفاء حتى من ذاكرة الصور
تتساقط بحضورك كل لائاتي
فأغدو كالطفل الصغير
كل الحدقات تتجه إليك
وتتلون من لون عينيك
كل الأغاني ترتل اسمك
فاشعر باني يتيم
الحب فيه يقهر
فكيف تريدين للصمت في حضرة بكائي ان يصمت
و كيف تطالبين بدستور في دولة قلبي
الم تعرفي انك دكتاتورية الهوى عندي
احذرك يا سيدتي الصامتة
لا تلعبي لعبة الاختفاء معي
و لا لعبة الرحيل في صمت
إنا يا سيدتي منذ تعلمت غزل الشعر
غزلتك معه
منذ تعلمت أكل الحروف
والنوم على سرير الأحلام
أكلت معك وحلمت معك
وربيت شفاهي على نطق اسمك
فلا تستعجلي بموتي
يا سيدتي الصامتة
اقبلي هديتي البسيطة
قلب متيم
اثكل بجراح البعد والغياب
قلب
هدته تباريح الهوى و زادته هيام
قلب
كلما تكبر و زاد غروره
عاد اليك سريعا طائعا
فيا سيدتي الصامتة
مللت كثرة الانتظار
لو رحلتي فلا تنتظري مني البقاء