أيها البـحر …
كنت أعلم أن هناكـ حدود بين المعقول وأللامعقول ..
ولكن عندما تلاقت عينايَ بكـَ .. تلاشت حدودي ..
فلا تغضب .. فقد أعلنت أستسلامي ..
وهجرت أقلامي ..
وضاعت أمنياتي ..
وتبعثرت أحلامي ..
أيها البـحر …
لمَ أجد الدمع على خديكـ ؟ ..
والرعشة بين يديكـ ..
الضعف في عينيكـ ..
فلا تضعف …فقوتكـ أملي ..
وضحكتُكـ صوتي ..
أيها البـحر …
غداً سأقول وداعاً ..
فهل ستنساني ؟ ..
هل سيكون لدقات قلبي عندكـ حنين وأماني ؟..
هل ستمسح بيديكـ دمعاً قد أعياني ؟ ..
أيها البـحر …
راحلٌ أنا .. ولا أعرف الرجوع يكون .. أو لايكون ..
سامحني ..فلم يكن ذنبي أني أحببتكـ ..أوعندما قررت الرحيل .
أتذكر تلكـ المرّة التي وقفت حينها على الشاطئ ..
أنا و البحر وجهاً لوجه ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كنت أحس من أصوات أمواجه المترامية أنه يشكي إليّ ..
ربما أحزانه ..
أشواقه ..
آلآمه ..
وحدته ..
الكل يأتي إليه ليشكو أحزانه ..
و يعبر عن مشاعره ..
إلا هو فلا يوجد من يعبر له عن مشاعره ..
أو من يأتمن لو القليل .. القليل من تلكـ الأسرار ..
التي إختزنها الكثير من الأعوام و السنين ..
فلقد شهد الكثير الكثير .. فكيف لو كان له لسان ؟ ..
و ربما كانت رحمة لنا أنه لا يمتلكـ ذلك اللسان ..
و لكنه يمتلكـ عمق مدلولي مؤثر في جميع البشر ..
فالقاسي و الجاحد و الحسن و السيء و و و … الكل ..
يغرق في قاع بحر الأحزان ..
و حين الفراق ..
يحل الصمت في المكان ..
و تتجمد الحركة ..
و نصبح و الجماد سِيان ..
و لا يبقى سوى صمت الوداع ..
و لا يبقى سوى صوت الأمواج ..
و نسيم البحر العليل ..
و تختلط دموع الحزن و دموع الفراق و ماء البحر ..
ثم يسحبها ليحتفظ بها لديه ..
لعلنا نلتقي ..
ليتنا نعود ..
ليتنا ما رحلنا ..
ليت الساعة توقفت قبل لحظة الوداع ..
يا ليتنا لم نفترق
مع تحياتي: تلميذ مدرسة الحب امير الرومنسية