زارَني يوماً صديقي
عِندَ سَقْمي .. فبكَيْتْ
قالَ لا تَبْكي دُموعاً
غالياتٍ
لايهونُ الدّمعُ مِن عينيكَ ..
حَقّاً ما رأيتْ ؟ !
قُلتُ والدمعَةُ سالَتْ
فوقَ خدَّيَّ .. لِبَيْتْ :
أَنا لَمْ أبكي دموعاً بَل دَمَاً حقّاً بكَيْتِْ
عِندما أَيْقَنْتُ أَنَّ اللهَ غفّارٌ
لِذَنبي .. لَو عَصيْتْ
بَكَيْتْ
عِندما كُنتُ بِلا عُشٍّ كَما العُصفورِ
لَهْفي .. دونَ بَيْتْ
بَكَيْتْ
عِندما فارقْتُ أُمّي
زادَ هَمٌّ فوقَ هَمّي
يا اِلهي .. هل سألقى ؟
مِثْلُ ذاكَ الحُضنِ
كي يحنو لِضَمّي ؟!
ما لَقَيتْ
بكَيْتْ
عِندما أتعَبْتُ نفسي
فالهوى .. وَهمٌ برأسي
ثمَّ خانَتْ .. يالَبؤسي
آهِ ليلى .. وانتَهَيْتْ
بَكَيْتْ
عِندما الشّعبُ تَعامى
ملَأُوا الأرضَ حَراما
أكَلوا السُّحْتَ ونارٌ
أحْرَقَتْنا .. وانتِقاما
يومَ أَقْلَقْنا الكُوَيتْ
بَكَيْتْ
عِندما احتُلَّتْ بِلادي
وعَثَوا فينا الأَعادي
ثُمَّ صاحَ الحَقُّ فينا
اِنهَظوا نَحْوَ الجِهادِ
بَكَيْتْ ..
أنا لَمْ أبكي دُموعاً بل دماً حَقّاً بَكَيْتْ .