التقينا نحن الاثنين وكانت حبيبتي تقف أمامنا بكل هدوء.
نظرت إلى وجهها الطفولي الذي يفيض نوراً وقلت لها : هل تحبينني ؟
قالت : وهل تريد سماعها حقاً ؟
أجبتها متودد: بهذه الكلمة أملك العالم. أنا لم أكتب لك أي كلمة تعبر عن مشاعر حبيب تجاه من يحب لأن القلب و الأصابع تعاهدوا و بضمانات من العقل على حفظ هذا العهد بينهم بألا يكتبوا أي كلمة حب إلا بعد أن أعرف حبك لي ؛لكن المقام وشى بين القلب و الأصابع فنقضوا العهد و باح القلب بما يكنه بين الحنايا من حب ،وأخذت الأصابع تدير القلم و تفشي ما يقوله القلب .
هنا تكلم الساهر قائلاً : قولي "أحُبكَ" كي تزيدَ وسامتي
فبغيرِ حبكِ لا أكـونُ جميـلا
قولي "أحبكَ" كي تصيرَ أصابعي
ذهباً... وتصبحَ جبهتي قنـديلا
ضحكت و الخجل يملأ عينيها و وجهها وقالت : وما دليل حبك هذا ؟
قلت : إن حبي لك يكمن في عينيك ، شفتيك و في لمسة من يديك. رأيت الغروب مرات ومرات ولكنك شمسي التي لن تغيب أبداً و قمري الذي سيظل بدراً دائماً. أحبك بكل ما في الكلمة من مشاعر إنسانية. أحبك كحب العاشق للسهر. أحبك يا حبيبتي وسأبقى كذلك حتى أموت ويكتب اسمي على جدار قبري .
قالت : وماذا ستفعل لأجلي ؟
قلت : لأجلك أضحي بحياتي يا من بعينيك إجابة زماني وعلى يديك أكمل كل الأماني؟ ماذا أقول وأنتِ أجمل قول على لساني؟ ماذا أهديكِ بعد الروح و الروح عليك رخيصة الأثمانِ .
هنا كسر الساهر حاجز صمته و قال : سأغيرُ التقويمَ لـو أحببتـني
أمحو فصولاً أو أضيفُ فصولا
وسينتهي العصرُ القديمُ على يدي
وأقيـمُ عاصمة النسـاءِ بديـلا
قالت : وكيف أعرف أن حبك صادق ؟
فأجبت : حبي لكِ حقيقي لا يوجد فيه كذب أو خداع
فقد دخلتِ عالمي المليء بالخيال واللأحلام دخلت أرض أحلامي لتجعليها جنة خضراء حبك غير ترتيب الزمن عندي، وأصبحت أعيش فرحة كبيرة تحملني على الطريق الذي جمعني بك لأول مرة . عيناك الغاليتان تسلبني كل سلاحي و تسرق مني كل كلامي و أفكاري ومشاعري وحتى أسرار قلبي . حينها لا يبقى عندي سوى عينين مذهولتين و وجه تائه وقلب توشك نبضاته أن تسكت. لست أدري، هكذا أنا دائماً أمامك أخال نفسي فجأة إنساناً آخر. إنسانا بلا سلام يهزمه حبك و يهزمه شوقه إليك .
هنا ضحك الساهر قائلاً :
مـلكً أنا.. لو تصبحينَ حبيبتي
أغزو الشموسَ مراكباً وخيولا
وظل يردد الآن قوليها .
حينها صرخت حبيبتي وقالت اسكت أيها الساهر فكلامك هذا لا شيء أمام كلمات حبيبي. نظرت إليَّ وقالت: أحبك أحبك أحبك
بل أعشقك بلا حدود .
صرخت بأعلى صوتي: أخيراً . و بسعادة غامرة تعم وجهي ضممتها إليَّ ، قبلتها وهمست في أذنها بكلمة واحدة
(أحبكِ زوجتي)