(مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبًا ولا تضع إلا طيباً) (1).
شرح المفردات:
(النحلة): أي: نحلة العسل.
وجه الشبه في الحديث: حذق النحل وفطنته وقلة أذاه، وحقارته ومنفعته، وقنوعه وسعيه في الليل، وتنزهه عن الأقذار، وطيب أكله، وأنه لا يأكل من كسب غيره، وطاعته لأميره وأن للنحل آفات تقطعه عن عمله منها الظلمة والغيم والريح والدخان والماء والنار، وكذلك المؤمن له آفات تفقره عن عمله ظلمة الغفلة وغيم الشك وريح الفتنة ودخان الحرام ونار الهوى . (2)
من فوائد الحديث:
1- في الحديث فضل المؤمن حيث لا يأكل إلا طيبًا، ولا يصدر منه ما يضر الناس، بل ينفعهم.
2- أن المؤمن نافع لكل من خالطه أو اتصل به؛ فهو إن صاحبته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن جالسته نفعك، وكل شأنه منافع.
وهذا يبين الحكمة من توجيه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ( لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي) (3)، لأن من طبيعة المؤمن، ومن مقتضى إيمانه أن لا يصدر عنه إلا ما فيه خير ونفع.
3- أن من لم يبال في النظر في طِيب مطعمه ومشربه ومكاسبه، أو كان يصدر منه من الأقوال أو الأفعال ما فيه ضرر على غيره، أو أذى، فهو دليل على ضعف إيمانه.
------------------------------------------------
(1) صحيح ابن حبان، 1/274، برقم (246), والجامع الصغير وزيادته، 1/ 1079، برقم: (10786)، وصحّحه الشيخ الألباني، ينظر: صحيح الجامع، برقم: (5847). (2) فيض القدير للمناوي، 5/ 512. (3) رواه أبو داود ، 2/675، برقم: (4823), والترمذي، 4/ 600، برقم: (2395)، وحسنه الشيخ الألباني، ينظر: صحيح الجامع، برقم: (7341).