تحت الظلال الربيعية , في حقول فراشات أذار الملونة يملأن الزهر شحوبًا ويلطخن غناء العصافير بعويل ثكلى حزانى يبكين ويصمتن , يضحكن تارةً كـ قهقهات فتيات الليل في شوارع الاحياء النتنه , الجائعه ..
عاشقات .. في موسم القطاف يستعطفن الفلاح تارة ويغرينه اخرى وهو بينهن يتنقل , يقتل ببسمة من نضجت وفرغ منها واخرى يبست وجفت إقتلعها قبل أوانها .
وهي , بعيدة ترقبه وتنظر لحقوله الفسحية الشاسعه ترجوه لو يقطفها او حتى يقتلعها ويذرفها دمعة في انهار حبه النهمه..
وهو , صامتًا على بابها , باسم .. حمل تراه مرة وذئبا يحتال في لحظة لم يهبها يومًا فرصة ان تعرف حقا
من كان ؟
لم تعرف يوما من كان , ومن أين اتى .. ولماذا؟
عرفت فقط انه كان حبيبها يوما , يهجرها زمن ثم يعود .. وترقبه .
زمنًا غاب , ولم يعد للآن !
إحتضنت فأسه حتى جرّحت جسدها , فـ لم يبقَ هناكَ ما يغريه بجمالها ..
واحتضنت الفأس مجددًا علها تصبح في يومًا "تينةً حمقاء" يبست في موسم الحب , ويكفيها عناء إنتظاره عمرًا أخر